يوجد قاض نزيه وقاض آخر ربما يستوي مع الأول أو يختلف قليلا عنه، ولكن من هو القاضي النزيه والقاضي الآخر من غير أية تفاصيل؟ للواقع هذا ليس من اختصاصي وليس من اختصاصك أيضا ويحق لوزير العدل أو من ينوبه أو من تتمثل فيه صفة رئيس القضاة أن يستوفي الشروط الواجب توافرها فيمن يختص بفض النزاعات بين طرف وآخر، لكن القاضي وفق هذا وذاك هو إنسان وتجري عليه احتمالات الخطأ فمن أخطأ بغير قصد فإن الله يثيبه على اجتهاده، ومن مارس موقفا بإصراره على أن يكون متحيزا إلى شيء مع سابق تطلعه لأن يحاز إليه، فأمره إلى الله فيما انتهى إليه .. وإلى الله المصير. القضاة ليسوا ملائكة ومع ذلك فالبعض منهم يستطيع أن يكون من نواح مجازية ملاكا يمشي على الأرض. وللواقع فهذا النوع يحق لنا أن نضرب به المثل؛ لأن القاضي النزيه فعلا من ينأى عن الزج بنفسه في قضية أما أن يكون طرفا غير مباشر فيها وأما أن يكون له موقف بتوافر الدواعي والشروط. وللواقع فقضية شك القاضي في تضارب الاحتمالات عليه يجيز له وإليه التنحي عن النظر في دعوى من هذا النوع، على أمل أن ينظر في الدعوى قاض آخر لا سابق موقف إليه منها. وهكذا تكون نزاهة القاضي العفيف بشفافية من الداخل، وهذا النوع من القضاة يفترض بنا أن نقدر لهم حسن صنيعهم مع أشرف إسناد يوليهم إياه ولاة الأمر في البلاد. والأجدر بنا نحن أيضا من خلال ذلك أن نتعلم منهم هذه المواقف في تناول قضايانا التي ليست بالضرورة أن تكون مصيرية بقدر ما يتوافر إلينا من خلالها خروج نزيه لا شكوك مع الذات فيها أو ندم داخلي ولا أحزان. ويا فرحتك أيها القاضي بمواصفاتك النبيلة لا باسمك دنيا وحين يهيلون عليك التراب، وحين تلقى الله ربك يوم يقوم الناس لرب العالمين. المواقف النزيهة تغسل قلوبنا ولن يدخل ملكوت الله إلا من أتى ربه بقلب سليم والكلمة الطيبة الآن وبعد الآن لا تجرح اللسان مطلقا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة