اعتبرت ندوة احتفائية برواية هاني نقشبندي «ليلة واحدة في دبي»، أن المؤلف واصل عبر عمله الجديد مناصرة قضايا المرأة وحقوقها. وناقشت الندوة التي دعا إليها نادي القصة في القاهرة أخيرا، الرواية الصادرة حديثا عن دار الساقي في بيروت، وأشارت الكلمات الاحتفائية إلى أن الرواية التي يأتي ترتيبها الثالث بعد «اختلاس» و«سلام»، الأكثر نضجا وحكمة في تجربة الكاتب الروائية، وأنه نجح في استخدام الرمز والمكان والزمن ليعبر عن معاناة المرأة الإنسان في المدن الكبرى الصاخبة مثل دبي، وأنه وسط هذا الصخب الذي أفرزته العولمة، بات الإنسان أكثر وحدة وانغلاقا على الذات في لحظة إنسانية فارقة قد يفقد فيها حتى اسمه لتتداعى الأسئلة الكامنة داخل النفس وتتطارح وتنفجر في بحثها عن الذات، ولتستعيد تجارب مؤلمة من القسوة والفشل الزوجي والعلاقات العاطفية المحبطة. الرواية تتناول قصة امرأة انفصلت حديثا عن زوجها بعد ارتباط دام شهرين فحسب، ثم قصدت «دبي» لتبدأ حياة جديدة كمسؤولة في إدارة العلاقات العامة في شركة كبيرة. وينطلق السرد من لحظة فارقة في فضاء الرواية وهي استيقاظ البطلة من نومها لتفاجأ بأن عمارة شاهقة قد بنيت لتحجب ضوء الشمس عن غرفتها، وهي لحظة نسيان البطلة لاسمها ولتبدأ الأسئلة التي تغوص في أعماق النفس البشرية لتنكأ جراحها الإنسانية. وهنا يربط المؤلف بين رمزية حجب ضوء الشمس والمتاهة النفسية التي تعيشها البطلة التي حجبت عن رؤية المستقبل. الروائي المصري فؤاد قنديل الذي كان من أبرز المتحدثين عن الرواية، استهل حديثه بالإسهام الأدبي المتميز لمبدعي المملكة في الفضاء الروائي العربي واستحقاقه للجوائز المهمة مثل جائزة البوكر التي حصدها الأديب عبده خال. وألقى قنديل الضوء على الروائي نقشبندي، ورأى أنه استطاع أن يترك بصمة تميز كتاباته الأدبية خصوصا عبر انتصاره لقضايا المرأة، وذلك كما في رواية «اختلاس»، التي انتصر فيها لحقوق المرأة وتحريرها من جمود بعض التقاليد في المجتمع الشرقي. واعتبر أن نقشبندي نجح في تطوير تجربته وأدواته في الرواية الثانية (سلام)، حيث ذهب إلى أبعد من مجرد الدفاع عن قضية المرأة، مركزا على الفضاء العربي وتجلياته في الأندلس.. وقدم عبر هذا العمل الأدبي قراءة مستقبلية للحضارة العربية، تنهض بالحاضر وتستكمل ما بدأه العرب الأوائل من نهضة في الأندلس. وفي تحليله للرواية الجديدة (ليلة واحدة في دبي) لاحظ قنديل أن مؤلفها واصل فيها العزف على قضية المرأة ببراعة ولغة شاعرية، وأن أبرز ما يميز تجربتها أن الكاتب ليس حاضرا في الرواية، بل هو موجود عبر أنفاسه الإنسانية، وهذه سمة أساسية للأعمال الأدبية الرائعة، مشيرا إلى أن نقشبندي نجح في أن يمزج بين عناصر الرواية (المكان، الزمان، والشخصيات) وواقعها مع الخيال الإنساني الرحب.