المكان: مطار جوهانسبيرغ الدولي. الزمان: 22/6/2010 الحدث: جنوب أفريقيا متقدمة على فرنسا بهدفين. لا يدرك القارئ لتاريخ جنوب أفريقيا معنى تحول تلك البلاد من النظام العنصري (1948 1994) إلى الاندماج الحقيقي بين أطياف المجتمع إلا إذا عاش حقيقة الوضع على الأرض بين «الزولويون» وعشقهم القوي لوطنهم. لم يكن عصر ال22 من شهر يونيو الذي يطوي ساعاته الأخيره عاديا على عشاق ال «بفانا بفانا»، منتخب الدولة المنظمة رغم عدم تأهله إلى الدور الثاني إلا أنه يحقق انتصارا تاريخيا على واحد من المنتخبات المهمة في تاريخ كرة القدم. المباراة تدور رحاها والشوارع شبه خالية، الاستعدادات من وقت مبكر، المشجعون في الشوارع يصرخون ويهتفون «بفانا بفانا»، تلوين للوجوه مجاني في الشوارع، فنانون في ساحات عامة يرددون أغاني وطنية والجماهير من خلفهم، أصوات أبواق الفوفوزيلا تضج في الأروقة والساحات. انطلقت المباراة والجميع في حالة ترقب، الشوارع رغم زحمة المونديال بدت أقل كثافة مرورية والطريق إلى المطار سلس للمسافرين، ومع دخول الراحلين صالة المغادرة حتى تحولت طوابير المغادرين إلى أشبه بمدرج مباراة «الزولو» و «الديوك» وسط صراخ الجماهير. وأشتد الحماس..بفانا بفانا تسجل الهدف الأول المسافرين يصرخون، موظفو إنهاء إجراءات السفر يقفزون إلى الأعلى ويصفقون،أيديهم ببعض ويرددون عبارات التشجيع، المباراة تشتد وتحتدم، المسافرون بين وزن الأمتعة وتحلحل الطوابير الطويلة، وموظفو المطار يرقصون في مواقعهم. يدك البفانيون شباك الديوك بالهدف الثاني فيرقص المطار بأكمله دفعة واحدة، غناء جماعي بطريقة أدهشت ضيوف المونديال الذين لم يتمالكوا أنفسهم من الذهول والمتابعة أحيانا والرقص أوقات أخرى معهم. سحر الزولويون ضيوفهم بطريقة الغناء الخاصة بانتظام وتناسق عجيب وكأن موسيقى تصاحبهم، طوابير تتمايل كأنها موج بحر أو أشجار تضربها الريح ذهابا وإيابا. قبل صعود الطائرة تحلق المسافرون حول الراقصين الشعبيين الذين ابتهجوا بفوز بلادهم وقدموا لوحات استعراضية للمسافرين بملابسهم الغريبة المصنوعة من جلود الحيوانات، مع أصوات غريبة وطبول تهدر مع كل ضربة لتشعل المكان حماسا واحتفالات بالمونديال.