لقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام قمة ال20 أصداء إيجابية في أوساط المسؤولين والمختصين بالشؤون المالية في المملكة والعالم. بداية، رأى وزير المالية الألماني الأسبق ثيو فايغل أن التوجهات التي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته التي ألقاها أمام قمة مجموعة ال20 في تورنتو، تشير إلى مصداقية الدبلوماسية السعودية في إقرار العمل بسياسة اقتصادية حكيمة تعمل من أجل الحفاظ على الازدهار والانتعاش الاقتصادي العالمي، وفي نفس الوقت تحرص على إصلاح الأنظمة المالية العالمية حتى لا يتعرض الاقتصاد الدولي والدول الناشئة إلى أزمة مالية في المستقبل. وأوضح فايغل، الذي شغل منصب وزير المالية في ألمانيا على مدى عشر سنوات من 1989 إلى 1998 م، ل«عكاظ» أن ضم المملكة إلى مجموعة ال20 يأتي لما للمملكة من مكانة اقتصادية كبيرة، وتقديرا لدورها الفاعل في الاقتصاد العالمي، وما لها من ثقل من خلال السياسة النفطية المتوازنة للمملكة، التي تهدف إلى استقرار أسعار النفط، مشيرا في هذا الصدد إلى التزام المملكة بتطبيق سياستها النفطية برفع طاقتها الإنتاجية إلى 12.5 مليون برميل يوميا لتلبية أي احتياجات طارئة للسوق النفطية بأسرع ما يمكن. ونوه فايغل، الذي تابع من موقعه كمراقب مالي وخبير اقتصادي أوروبي أحداث قمة ال20، بكلمة الملك وسياسته الحكيمة، مشددا على المقترحات التي تضمنتها الكلمة السامية. ورحب فايغل بدعوة الملك عبد الله دول ال20 إلى تطبيق أنظمة إشرافية ورقابية قوية بدلا من فرض ضرائب على المؤسسات المالية، مشيرا إلى أن هذا التوجه يتماشى مع المقترحات التي طرحت في البيان الختامي للقمة، ألا وهي العمل «بجهود منسقة لخفض العجز في موازنة الحكومات في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة»، مشددا على أنظمة المراقبة التي اقترحها الملك. وقال فايغل إنه يتابع باهتمام السياسة الاقتصادية للسعودية، مشيرا إلى السياسة المالية السعودية، وحرص المملكة على أصولها المالية في الخارج والإبقاء على أدائها المميز خلال الأزمة المالية الراهنة، مؤكدا أن استقرار الاقتصاد السعودي ينمي بالتالي استقرار منطقة الخليج، وهو أمر مهم يدخل في إطار الاهتمام الأوروبي للعمق الاستراتيجي والاقتصادي الذي تمثله منطقة الخليج والمملكة للاتحاد الأوروبي.