مدى إسهام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدة فى تصحيح صورة الإسلام فى الغرب، ودعم قضايا الأمة الإسلامية، وتعزيز حوار الحضارات الذى أطلقه في نيويورك، وتكريس ثقافة الاعتدال والتعايش السلمى والوسطية والتقريب بين العالم الإسلامى وأمريكا باعتبار أن المملكة رائدة العالم الإسلامى وحريصة على نبذ الإرهاب وتغيير الصورة النمطية للإسلام والمسلمين فى العالم الغربى، وأسئلة جوهرية أخرى تتعلق بأوضاع المسلمين في أمريكا، عمدت «عكاظ» إلى التحاور حولها مع الدكتور نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي (كير)، وأحد كبار زعماء الجاليات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة، الذي أكد بداية أن للمملكة ثقلا كبيرا فى العالم الإسلامى والمحيط الدولى لا يمكن لأحد أن ينكره على الإطلاق، لسياساتها الإيجابية العالمية حيال إحلال السلام وإيجاد حسم للنزاعات وإطلاقها للمبادرات السلمية. وأفاد أن الملك عبدالله شخصية عالمية تحظى بالاحترام والتقدير من قبل زعماء العالم، خاصة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى أبدى اهتماما غير مسبوق بالعالم الإسلامى ومد جسور الحوار مع المسلمين. زيارة استراتيجية بكل المعايير ووصف زيارة الملك عبدالله إلى واشنطن بأنها زيارة استراتيجية بكل المعايير. ليس فقط لتعزيز العلاقات الثنائية بين الرياضوواشنطن، فحسب بل لتوسيع دائرة الحوار بين العالم الإسلامى والولاياتالمتحدة باعتبار أن المملكة زعيمة الدول الإسلامية. كما أن الرئيس أوباما قد مد يد الصداقة للعالم الإسلامى فى خطابه الشهير الذى ألقاه فى القاهرة فى يونيو من العام الماضي. تصحيح صورة الإسلام فى الغرب وأقر أن زيارة الملك عبدالله ستسهم أيضا فى تصحيح صورة الإسلام والمسلمين فى الغرب والتأكيد على أن الإسلام دين سلام ومحبة وليس له علاقة بالإرهاب، مؤكدا أن مبادرة حوار الحضارات التى أطلقها خادم الحرمين الشريفين أحدثت تأثيرا إيجابيا فى الأوساط العالمية صب في مصلحة تصحيح صورة الإسلام فى الغرب، وعملت أيضا على تهدئة الأجواء المعادية للإسلام بإرسال رسالة عالمية للجميع أن الدين الإسلامى هو دين السلام. وأكد على ضرورة تفعيل مبادرة حوار الأديان على الساحة الأمريكية من خلال مؤسسات المجتمع المدنى ومراكز الأبحاث الاستراتيجية، موضحا أن إنشاء مركز دولى للحوار بين الأديان اقتراح غاية فى الأهمية لتعزيز التفاهم بين الشعوب وفهم ثقافة الآخر. قمة إسلامية أمريكية وقال إن قمة البيت الأبيض التي ستجمع الرئيس أوباما مع الملك عبدالله، ليست قمة سعودية أمريكية فحسب بل هي قمة إسلامية أمريكية للأسباب التي ذكرتها، مشيرا إلى أن أنظار الجالية الإسلامية والعربية في الولاياتالمتحدة ستترقب ما سيتمخض عنها من أفكار إيجابية تصب لمصلحة الشعوب الإسلامية، والتي تتطلع إلى أن يطرح الملك عبدالله همومه بوضوح وصراحة على الإدارة الأمريكية بشكل شفاف، كما هي عادته دائما في طرح قضايا الأمة في جولاته الخارجية. هموم الأمة الإسلامية وأردف نهاد، الذي يرأس أحد أهم وأعرق المنظمات الإسلامية المؤثرة فى صناعة القرار الأمريكي، أن لقاء القمة السعودية الأمريكية يكتسب أهمية بالغة وأسقف التوقعات تتزايد بالنسبة لهذه الزيارة نظرا لمكانة الزعيمين دوليا وعربيا وإسلاميا، فضلا عن طروحات الملك عبدالله الشفافة ومبادراته الإيجابية لمصلحة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. وقال إن الملك عبدالله عندما يلتقى الرئيس أوباما فى البيت الأبيض فإن توقيت هذا اللقاء مهم لعدة اعتبارات، إذ يحمل خادم الحرمين هموم الأمة الإسلامية قاطبة، ويسعى لتحقيق تطلعاتهم المشروعة ومعاناة الشعب العراقى والأفغانى وجميع شعوب الأمة العربية والإسلامية. قيام الدولة الفلسطينية وذكر أن من المؤكد أن يحث الملك عبدالله الإدارة الأمريكية على الالتزام بتعهداتها والسعي لإنشاء الدولة الفلسطينية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، والتدخل لوقف الاستيطان وإلزام الطرف الإسرائيلى بتحمل مسؤولياته، ووقف عمليات القتل ضد الفلسطينيين، والانسحاب من الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة وإرغام تل أبيب بتنفيذ التزاماتها وتعهداتها. وأقر أن الملك عبدالله له صوت مسموع وقوي في الأوساط العالمية، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية ستصغي لرؤيته الحكيمة حيال ما يجري في المنطقة.وأفاد الدكتور نهاد أن الإدارة الأمريكية مشغولة حاليا بإعادة ترتيب سياساتها فى أفغانستان بعد استقالة ماكريستال، وتعيين بترايوس كقائد للقوات الأمريكية والدولية فى أفغانستان. ويقينا أن المملكة ستلعب دورا إيجابيا فى إحلال السلام فى أفغانستان فى هذه المرحلة الحاسمة. الإسلاموفوبيا وحول رؤيته لأوضاع المسلمين فى الولاياتالمتحدة، عبر عن أسفه بالقول إن هناك زيادة لوتيرة الإسلاموفوبيا أو ما يسمى بالخوف من الإسلام، وقد أصبح هناك تجاوز من مرحلة العداء إلى مرحلة الاعتداء. وكشف الدكتور عوض أن هناك حركات مسيحية متطرفة أصبح لها حضور متنام داخل الأوساط السياسية والإعلامية، وأصبحت تستفيد من الزخم السياسي لتصوغ خطابها السياسى المتشنج ضد المسلمين.