انتشرت في الآونة الأخيرة أحواش بيع الخردة أو السكراب كما يحلو للبعض تسميتها، فبموسوع هذه الأسواق أن تجد فيها كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً ابتداء من المسمار وحتى السيارة ذات الدفع الرباعي. الندوة رصدت بعض هذه الأحواش التي أصبحت مألوفة لدى الكثيرين خاصة بعد ارتفاع أسعار الحديد الخردة، إلا أن اللافت للنظر معظم زبائن هذه الأحواش هم من عمال النظافة الذين يتبعون لإحدى الشركات المتخصصة وانشغلوا بالانهماك في تجميع الخردة والبلاستيك وعلب المشروبات الغازية الفارغة وقطع البلاستيك والكوابل والأسلاك والنحاس والقائمة تطول لا سيما وأن هؤلاء العمال الذين يجوبون شوارع وأزقة الأحياء طولاً وعرضاً تركوا مهمتهم الأصلية التي استقدموا من أجلها وانشغلوا بتجميع الخردة ومن ثم بيعها بأسعار مجزية وعالية فتركوا وظيفتهم الرسمية وادمنوا بيع الحديد وعرفوا كيف ومن أين يتحصلون عليه. علي أكبر بنجلاديشي عامل نظافة ذكر أن مرتبه لا يتجاوز ال 250 ريالاً مما دفعه لزيادة دخله بتجميع الخردة لكي يحصل على مقابل وقال يحصل على الخردة من مرامي النفايات حيث يبدأ بتجميعها حديدة حديدة ومسماراً مسماراً إلا أن يصبح لديه كوماً كبيراً ومن ثم يقوم بتأجير وانيت ويحمله إلى أقرب حوش خردة ليتم تصنيفها وفرزها حسب النوعية الجيدة والمطلوبة للسوق وقال إن الكوم الواحد يمكن أن يبيعه بمبلغ 700 إلى 800 ريال حصيلة يومين من تجميع الحديد. صاحب حوش خردة عبدالغفور أحمد يمتلك أحد المواقع التي تقوم بتجميع الخردة أكد أن غالبية زبائنه من عمال النظافة والنساء الأفريقيات. وأضاف أن هؤلاء هم مصادرنا الأساسية لتجميع الخردة، وعند سؤال الندوة هل توجد تراخيص من قبل البلدية أراد التهرب من السؤال وبعد إلحاح أجاب لا توجد رقابة عليها من قبل البلدية. مواطنون المواطن مسلم الغامدي ذكر أن منزله مجاور لإحدى هذه الأحواش حيث أنه يعاني الأمرين من هذه الأحواش من حيث الشاحنات الضخمة التي تتبع لإحدى شركات النظافة التي ما أن يؤذن لصلاة العصر حتى تجدها ترتص بالعشرات عند مدخل الحوش حيث تجدهم يتهورون في قيادة الشاحنات غير مبالين بالأطفال الذين يلعبون الكرة. ويمسك بطرف الحديث موسم الدعدي حيث أكد أن عمال النظافة لم يعودوا كما كانوا في السابق عندما كانوا يقومون بتنظيف الشوارع ورفع المخلفات. الآن اقتصرت مهمتهم على تجميع الحديد وعلب المشروبات الفارغة من الشوارع حيث أهملوا واجبهم الرئيسي. وأضاف أن الإهمال واضح للجميع ولا يمكن التغاضي والسكوت عنه. وأضاف المواطن فواز المحمدي بأن قرب بعض هذه الأحواش من منزله كشف له مدى السلبيات التي تنبعث من مثل هذه الأحواش القائمة على بيع الخردوات منوهاً أن عدم تخصيص أماكن لها يحملها على هذا الظهور الذي تكتنفه كافة الشوائب بعدما بات يعج بالعديد من السلع المختلفة الأصناف. فيصل الصاعدي ذكر بأنه قد استدعى الشرطة في أكثر من مرة وقاموا بأخذ تعهد على العامل الأجنبي الذي يقوم بشراء الحديد من العمالة ولكن بعد فترة فوجئنا بوجود شخص سعودي يقوم بالتستر على نشاط العامل حيث خاطبنا الإمارة بهذا الخصوص. وأكد ماجد غزاوي من سكان حي العكيشية أنه قام بمخاطبة أمانة العاصمة المقدسة في أكثر من مرة عن نشاط عمال البلدية الذين همهم الأكبر تجميع الحديد وترك النفايات أمام المنازل حيث انتشرت الروائح الكريهة في الحي بسبب تكدس النفايات في الشوارع. رأي البلدية أكد المهندس صالح عزت مدير الإدارة العامة للنظافة بأمانة العاصمة المقدسة ل(الندوة) أن هذه الظاهرة موجودة ولا يمكن أن ننكرها وهي مسببة ولها أسبابها. وأضاف عزت أن هناك بعض الحلول الجذرية التي اتخذت للقضاء على هذه الظاهرة حيث تم تكليف فرق ميدانية لمتابعة ورصد هذه العمالة وإذا ألقي القبض على أحد هؤلاء العمال وهو يقوم بتجميع الخردة وبيعها يعطى في المرة الأولى إنذاراً وإذا تكررت منه هذه المخالفة للمرة الثانية يطوى قيده ويسفر على الفور ويتم تعليق منشور على باب المسجد يوضح ذلك حتى يتعظ غيره. وكشف عزت ل(الندوة) أنه صدر تعميم من قبل الإدارة العامة للنظافة للبلديات الفرعية بأن تقوم بمتابعة الأحواش ورصد أي عامل يقوم بالعمل في بيع الخردة. وفي نهاية تصريحه ذكر المهندس صالح عزت أن هذه الظاهرة موجودة بالفعل ولكن نحاول بشتى الوسائل التغلب عليها والمواطنون لهم دور في القضاء على هذه الظاهرة بالإبلاغ عن أي عامل يقوم بهذه المخالفة.