أدى الارتفاع المطرد والمتواصل في أسعار الحديد إلى انتعاش سوق محلات السكراب (الحديد المستعمل) في الشرقية والذي تسيطر على اغلبه العمالة الوافدة بالكامل حيث وصل سعر الطن الواحد إلى 1700 ريال وسط بروز عدد من الظواهر السلبية من ابرزها وجود حالات تستر على هذه العمالة من قبل ضعاف النفوس وشكوى بعض اصحاب المنازل التي لا تزال قيد الإنشاء من تعرضهم للسرقة. تجارة سكراب الحديد تشكل دخلا كبيرا لأصحابها (اليوم) وقد شهدت محافظة الاحساء ازدياد محلات سكراب الحديد خصوصا في الفترة الأخيرة والتي وجد فيها أصحابها ربحا وفيرا خاصة قبل ثلاث سنوات تقريبا حينما شهد الحديد ارتفاعا كبيرا واستمر إلى هذا اليوم رغم انخفاضه البسيط، حتى أصبحت هذه المحلات تشكل حركة اقتصادية كبيرة ودخلا كبيرا لأصحابها حيث تمارس في هذه المحلات الكبيرة عملية البيع والشراء لما هو مختص بخردة الحديد وعلى حسب أسعار السوق الموضوعة التي تشهد أسعارا جيدة وهو ما جعل الكثير من المواطنين وحتى المقيمين يتفرغون لجمع الحديد والسكراب المختلف من الالمنيوم وبطاريات ومعادن وغيرها والاتجاه بها إلى هذه المحلات وزيادة الدخل. (اليوم) قامت بجولة على محلات السكراب بمحافظة الاحساء لاستطلاع آراء التجار والمواطنين عن ايجابيات وسلبيات هذه التجارة فماذا قالوا؟ انتعاش السوق في البداية يقول فيصل مساعد «صاحب محل سكراب حديد»: تشهد الاسواق حاليا حالة انتعاش واسع من هذه التجارة والحمد لله المحل جيد والإقبال أيضا كبير حيث نقوم ببيع سكراب الحديد وغيره وفقا للتعليمات والضوابط المنصوص عليها من قبل الجهة المسئولة والمتابعة لنا من خلال عملية التسجيل التي نقوم بها للبائع وهي الاسم والجنسية وصورة البطاقة أو الإقامة وتسجيل رقم البطاقة ونوع القطعة المباعة ورقم السيارة واللون وكافة التعليمات التي نستطيع من خلالها أن نحمي أنفسنا من أي تلاعب يحدث ونقدم كل تعاون مع الجهات الأمنية المختصة، وقال إن مثل هذه المحلات تشكل دخلا جيدا وقد ساهمت في تعديل أوضاع الكثير وأيضا هي بمثابة عملية الاستفادة من هذه المخلفات عن طريق عملية تدويرها وتحويلها إلى شيء مفيد خصوصا أن الأسعار الحالية تعتبر جيدة للبائع والمشتري، وقبل سنوات كان الاقبال كبيرا جدا عندما كان الحديد مرتفعا وايضا هي بمثابة مدخول إضافي. أسعار مختلفة وأشار يوسف الربيع (مندوب لمحل سكراب حديد) إلى انه يشرف على هذا المحل الخاص ببيع وشراء سكراب الحديد ويحرص المحل على عملية تطبيق كل اللوائح والأنظمة في عملية البيع والشراء، وقال: تختلف الأسعار عن الأخرى وعلى حسب أسعار السوق الذي يتم التماشي معه ما بين الارتفاع والنزول فطن الحديد الثقيل يصل إلى 1300 ريال للطن.. فيما يتم إعادة بيعه في المناطق والمحافظات الكبيرة وخاصة الدمام بمبلغ 1700 ريال للطن الواحد فيما يتراوح سعر الطن للحديد الخفيف مثل حديد علب المرطبات الغازية مبلغ 900 ريال، والكيلو من علب القواطي بثلاثة ريالات ونصف، وكيلو المعدن بخمسة ريالات وهي تعتبر مربحة وجيدة خصوصا ممن يملك مثل هذا السكراب ولا يستفيد منه فيقوم ببيعه على هذه المحلات ويستفيد. كيف استطاعت تلك العمالة أن تستأجر مواقع سكراب الحديد لتمارس فيها أنشطتها المحظورة دون موافقة الكفيل؟ وكيف وافق ملاك هذه المحلات على تأجير تلك العمالة دون حضور كفيلها وحصوله على ترخيص نظامي؟ ولماذا تؤجر محلات سكراب الحديد لغير السعوديين وإن كان عقد الإيجار باسم مواطن سعودي فكيف سمح لنفسه بذلك ومقابل ماذا؟ دخل كبير ويقول (اصغر) وهو عامل يدير احد محلات السكراب إن المحل لا يختص فقط بالحديد أو المعادن فهو أيضا مختص ببيع وشراء الكمبرسر والمواسير والبلاستيك والبطاريات.. وقال: هذه أيضا تشكل دخلا كبيرا وعلى حسب أسعار السوق فطن الكمبرسر 2000 ريال، وطن المواسير 1100 ريال، وطن البلاستيك 2000 ريال، وطن البطاريات 3000 ريال، وقال نحن في هذا المحل نقوم باستقبال هذه المبيعات وفق الأنظمة وبعدها تتم عملية الفرز لكل شيء ونقوم بعملية الترتيب والفصل وتقطيع كل شيء حتى يسهل عملية نقله إلى الشاحنة المختصة والتي تقوم بنقله إلى الدمام من اجل بيعه وكسب المال. وقال نور (عامل بنغالي) انه وبعد انتهاء فترة عمله الرسمية يستغل الفرصة ويخرج بحثا عن قطع الحديد الصغيرة المرمية والتي لا يستفاد منها احد وكذلك البحث عن علب القواطي مؤكدا انه يستطيع أن يكسب في اليوم مبلغا يصل إلى 100 ريال وأكثر. وعلب القواطي وأبدى محمد الكليب تذمره الشديد من بعض التصرفات الغريبة التي يقوم بها بعض العمالة الاسيوية التي تقوم بالبحث عن علب القواطي خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل وعملية رمي المخلفات بعد أن يتم اخذ العلب وهذه ظاهرة خطيرة وتلوث بيئي يجب أن يتم وضع حد له خصوصا لمن يقومون بهذا التصرف، وتساءل: كيف استطاعت تلك العمالة أن تستأجر مواقع سكراب الحديد لتمارس فيها أنشطتها المحظورة دون موافقة الكفيل؟ وكيف وافق ملاك هذه المحلات على تأجير تلك العمالة دون حضور كفيلها وحصوله على ترخيص نظامي؟ ولماذا تؤجر محلات سكراب الحديد لغير السعوديين وإن كان عقد الإيجار باسم مواطن سعودي فكيف سمح لنفسه بذلك ومقابل ماذا؟ ولماذا يتستر البعض على هؤلاء الوافدين وأين كفلاء هؤلاء العمالة الوافدة؟. مخاوف عديدة وقال ممدوح الرويشد، لعل من الأمور الايجابية لانتشار العمالة الوافدة والتي تبحث عن هذه العلب عملية إزالتها من الشوارع والاماكن المختلفة وبالتالي نظافة المكان، كما أن الفترة الأخيرة شهدت تواجد العمالة الوافدة عند قصور وصالات الأفراح حيث يقومون بعملية جمع القواطي بعد أن ينتهي المعازيم من تناول العشاء وبالتالي المحافظة على نظافة هذه الأماكن بالمجان الا انه يعتبر مكسبا للعمالة. وفي المقابل أبدى عدد كبير من المواطنين مخاوفهم من انتشار العمالة الوافدة التي أصبحت تهتم كثيرا بجمع سكراب الحديد وغيره من الألمنيوم والبلاستيك خصوصا مع انتشار هذه المحلات في إغرائهم لعملية السرقات خصوصا الفترة الأخيرة التي وجدت كل تذمر لتعرضهم للسرقات الخفية مطالبين أصحاب هذه المحلات وسكراب الحديد بالعمل جديا على تطبيق الأنظمة واللوائح والتعاون مع الجهات الأمنية لكشف هواية من تسول له نفسه السرقة او العبث بمثل هذه الممتلكات. الجدير بالذكر أن هناك دورا ملموسا وعملا متواصلا من قبل أمانة الاحساء التي تشرف على عملية إصدار التراخيص والمتابعة للمحلات وعملية الترتيب والنظافة، وكذلك الدور الأهم والأكبر من الجهات الأمنية التي تقوم بعملها ومراقبة هذه المحلات.