قد يفهم من العنوان أن المقصود بالكاتب الشامل هو تنوع أطروحاته وتلون مواضيعه، كأن يتناول القضايا الاقتصادية تارة والسياسية تارة، فضلا عن الاجتماعية والثقافية وغيرها. ما أقصده أبعد من ذلك بكثير، فالشمولية في هذا الوارد تعني عدم تقيد الكاتب بسقف مكاني محدد كأن يتفرد الكاتب متكفلا بقضايا مدينته أو قريته، الأمر الذي قد ينسيه أو يجعله يغفل من حيث يدري أو لا يدري بقية مدن وقرى بلده بالمعنى الشامل والعريض، وبكلمة أوضح وربما أكثر صراحه، إن بعض الكتاب يغلب على كتاباتهم نزعة التكالب والمنافحة من أجل قضايا مدينته لدرجة أنك ودون مبالغه بمقدروك أن تتعرف على مسقط رأس الكاتب بمجرد قراءة بعض مقالاته. جميل ومثير للغبطة والإعجاب أن يتحلى الكاتب بالانتماء إلى مدينته ويكن لها الحب والولاء، لكن لعلكم تتفقون معي أن الأجمل بل قل الأسمى أن يعم الانتماء والولاء ليشمل شتى مدن بلده وقراه. أدري أن بعض الكتاب والصحافيين محسوبون على سكان المدينة أو القرية التي ينتمون إليها أو يترعرعون في كنفها، وقد «يتشرهون» وربما يتندرون في حال عدم تناول الكاتب لقضايا واحتياجات مدينتهم، أيا كان الأمر ومهما كانت الأسباب والدواعي فذلك ليس مبررا لتفرد الكاتب وخروجه عن الشمولية في الطرح، وإلا كيف سيكون حال بعض المدن أو القرى التي لم تنجب كاتبا مرموقا أو صحافيا فذا، لا أقصد بطبيعة الحال أن ينسى أو يتناسى الكاتب مدينته بل ما أعنيه أن تكون من ضمن جملة المدن الأخرى.. واستنادا على ما تقدم يصبح من المنطقي بل من الضروري على الكاتب أو الصحافي أن يضع نصب عينيه قبل أن يهم بالكتابة أن جميع مدن المملكة وقراها بل وهجرها هي بلده ومسقط رأسه، ولا مساومة أو تغليب على أي منها على الأخرى، إلا فيما يتعلق بأهمية الحدث أو مدى حاجة هذه المدينة أو تلك للطرح الصحافي، مقالا كان أو تحقيقا أو نحو ذلك. وقبل أن نختم قد يكون من المفيد القول إن الكاتب أو الصحافي الناجح من وجهة نظري على الأقل هو الذي لاتستطيع أن تستشف أو تقرأ من كتاباته من أية مدينة أو قرية هو، يكفيك أن تعرف وهو الأهم أنه مواطن هاجسه الوطن بشتى أرجائه وبقاعه على حد سواء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة