عندما تأتي مكالمة أو رسالة لك عبر هاتفك آخر الليل، فذلك شيء مزعج حينما تكون المكالمة أو الرسالة وصلتك خطأ.. ولكن ما هو أشد وأنكى من الإزعاج، حينما تكون الرسالة أو المكالمة موجهة إليك من صديق حاملة نبأ غير سار ومؤلما، فماذا باستطاعة المرء أن يفعل في الهزيع الأخير من الليل، ليس بمقدوره غير مصاحبة الأرق والانتظار لشق النهار، هذا إذا كان المرء المتلقي للخبر غير السار والمؤلم معا، داخل البلد، والذي بالإمكان استطلاع التفاصيل الدقيقة عن الحدث لليوم التالي.. أما إذا كان المرء خارج البلاد فلكم أن تتخيلوا العذاب والمشقة للعودة على وجه السرعة، لا أراكم الله مكروها! وأحسب أن رسالة الصديق العزيز غانم عارف الزويد، أتت بشيء من ذلك الخبر غير السار والمؤلم بالنسبة لي، فهي الرسالة الثانية المفجعة، وهو يخبرني عن وفات أخيه محمد عارف الزويد، رحمه الله، بينما الرسالة الأولى عن وفات أخيه خالد، وحقيقة ذهلت ذلك الذهول المشوب بالصدمة النفسية، يأتي ذلك أن سرادق العزاء لم يطو بعد ولم يزل الثراء نديا برحيل أخيه خالد، والذي لم يمض بينه وبين وفاة أخيه محمد، إلا أيام قليلة فاصلة بينهما، فكنت في عزاء خالد أواسي محمدا، ولم أعرف أن القدر على موعد مع من كان يجلس لجانبي وأواسيه بأخيه، ولم أعلم أن الذي أعزيه ليلتها سأعزي إخوته فيه غدا، وهذا ما كان في علم الغيب، وكأن الأخوين الراحلين رحمهما الله، على موعد مع القدر.. القدر الذي هو الحق والذي لا مفر منه، فكل نفس ذائقة الموت!! فالحياة رحلة من المهد إلى اللحد، أتى الإنسان لهذه الدنيا وكأنه يوم مولده وأولى إطلالته على الحياة نزل من رحم أمه صارخا مستوحشا من الحياة، وهو الشيء الذي قيل إنه حير العلماء والأطباء في معرفة كنه هذه الصرخة الأولى عند الولادة، والتي حملت في طيها عدة تفسيرات وأقاويل لا زالت موضع تكهنات وتخرصات، سبحان الله جلت قدرته، ولله في خلقه شؤون ذلك هو الإنسان، كتب يوم مولده وكتب رزقه وكتب مماته، وشقي أو سعيد!! أيها الحبيبان المكلومان غانم وسعد الزويد، كونا كما عرفتكما دائما صابرين شديدين على المكاره محتسبين الأجر والمثوبة من الله العزيز الرحيم الواسعة رحمة لكل شيء، وأكرما مثوى أخويكما بالدعاء والرحمة والمغفرة من لدن غفور رحيم شمل غفرانه ورحمته كل شيء، فلا زلتما موضع الغرس النبيل من التراحم والتواصل الذي غرسه بكما وإخوانكما وأخواتكما، والدكما الراحل العم عارف الزويد، رحمه الله، وذلك لعمري منتهى جمال الحميمية والتعاضد والترابط والتراحم الأسري.. رحم الله الأخوين خالد ومحمد، وجعل الله الجنة مثواهما، وعزائي وأبنائي وإخوتي وأخواتي للجميع. وإنا لله وإنا إليه راجعون. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة