فتحت جائزة مكة للتميز التي أطلقتها إمارة منطقة مكةالمكرمة في العام الماضي، أفقا جديدا للتنافس في مجالات بعيدا عن نمطية العمل وكسر الروتين المعتاد سعيا للوصول إلى الجودة في الأداء عبر إشاعة روح المنافسة الشريفة، وبالأخص في الخدمات المعنية بالجانب الإنساني والخدمي، وأبرزها الخدمة المقدمة إلى ضيوف الرحمن بتخصيص فرع لها ضمن فروع الجائزة. واستطاعت مؤسسة جنوب آسيا خطف قصب السبق عبر الفوز بأول جائزة مخصصة في هذا المجال، حيث قوبلت باحتفاء خاص من الأمير خالد الفيصل، وجاءت هذه الجائزة كميدان تنافس جديد تسعى من خلاله مؤسسات المجتمع المدني إخراج الأعمال من عنق زجاجة النمطية، والارتقاء بها إلى مصاف الإتقان تماشيا مع تطلعات ورؤى أمير المنطقة الساعية إلى تحقيق شعار «نحو العالم الأول». ورأى رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا بالنيابة الدكتور رشاد محمد حسين في حديثه ل«عكاظ»، أن مثل هذه الجائزة تمثل منعطفا استراتيجيا في أداء مؤسسات أرباب الطوائف حيث يمثل فوز مؤسسته بها حملا جديدا من التكليف المتشح بالتشريف. وأضاف «فتتويج المؤسسة بشرف تلك الجائزة التي تحمل اسم مكة الغالي، ومن يدي أمير الفكر والإبداع يعني وضعها في محك حقيقي مع الجودة الشاملة في شتى مجالاتها». وقال رشاد إنه ربما يقف وراء فوز المؤسسة بتلك الجائزة عدة عوامل من أهمها الهوية الجديدة، المناخ الاستقراري الذي منحه قرار تثبيت مؤسسات أرباب الطوائف، إلغاء صفة التجريبية عنها الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين قبل زهاء العامين والنصف، والذي جعل المؤسسات تعمل وفق رؤى منهجية وخطط استراتيجية طويلة المدى ما وفر البيئة الخصبة للإبداع. وأفاد رئيس مطوفي حجاج دول جنوب آسيا بالنيابة بأن عوامل فوز المؤسسة بهذه الجائزة وجود كفاءات وطاقات بشرية مؤهلة من المطوفين والمطوفات الذين أعلنوا منذ وقت مبكر تعاونهم المطلق مع مجلس الإدارة، وتفاعلوا مع خطط التنمية والاستثمار التي تبناها المجلس منذ تشكيله «وهذا ما حول تلك الخطط إلى واقع ملموس عبر 93 مكتب خدمة ميدانية، إذ عمل رؤساؤها على تجهيزها وفق لمسات فنية تطويرية عالية الجودة ما جعل بعض تلك المكاتب يخطف جوائز إبداع وتميز على مستوى وزارة الحج في كل عام». وأضاف «فالانطباع الأولي لكل زائر لتلك المكاتب يلمس مدى التفاني في العمل والإتقان في الأداء، وقبل هذا فإن التزام مؤسسة جنوب آسيا بتوجيهات القيادة الرشيدة، وحرصها على تنفيذ الخطط التشغيلية بما يتواكب مع ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من عطاء سخي في سبيل خدمة ضيوف الرحمن والتجاوب السريع مع توجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الذي طلب في أكثر من موقع ومناسبة العمل على نهج جديد في الخدمة لضيوف الرحمن، وكذلك تنفيذ تعليمات المسؤولين في وزارة الحج، وعلى رأسهم وزير الحج الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي الذي دائما ما يحرص على زيارة المؤسسة قبل انطلاقة كل موسم، والاطلاع على الخطة التشغيلية وتدارس أوجه تنفيذها مع قيادات المؤسسة». واعتبر رشاد فوز المؤسسة بالجائزة يضعها أمام مسؤولية اجتماعية جديدة لمد جسور تعاون جديدة مع كافة شرائح المجتمع، بما يضمن تحقيق جزء من رسالة المؤسسة التي تؤمن بها فالتقوقع على الذات والعمل في اتجاه واحد يعزل المؤسسة عن أداء رسالتها العظيمة.