الغرض من إنشاء السدود هو الحفاظ على مياه الأمطار ولمنع الفيضانات المائية لكن الوضع في عسير يختلف تماما. فالبلديات هناك بادرت إلى تخصيص السدود كمتنزهات للسكان، وهو ما أدى إلى تشويه المكان نتيجة رمي المخلفات وغرق الكثير ممن اتخذها مكانا لممارسة السباحة. هذه الحالة المربكة لأكثر من جهة دفعت إلى حضور الأسئلة المنطلقة في أذهان الناس من الاستغراب في كيفية تحول السدود إلى أماكن ترفيه وسياحة ففي محافظة النماص يوجد عدد من السدود منها وادي بدوة، الغرة ووادي عياش والأخير هو أكبرها وأخطرها. وصنفت بلدية النماص سد وادي عياش في مركز بني عمرو كمتنزه للاستجمام والترويح دون وضع أدنى وسائل السلامة والأمان وهو ماتسبب في حدوث كوارث الغرق. يرى سعد آل فيرمان أحد سكان محافظة النماص أن سبب حوادث الغرق يقع على عاتق البلدية التي أنشأت ألعابا للأطفال وجلسات للعائلات على مقربة من مياه السد بحيث لاتبعد تلك الجلسات والألعاب سوى أمتار قليلة جدا من المياه العميقة وهو ماتسبب في غرق أحد أطفال تلك العائلات أمام أعينهم في منظر مأساوي كما أن وعورة الطريق الخاص بقسم العائلات أدى إلى تأخير فرق الدفاع المدني عن مباشرة الحادثة بشكل أسرع. أما المأساة الأخرى فيذكرها عبد الهادي محمد الذي شاهد حادثة غرق شابين بعينيه إذ يقول «نظرا لقلة الوعي لدى بعض مرتادي السد العملاق وكذلك لعدم وجود سياج بين السد وبين جلسات الزوار نزل شاب إلى السد ليمارس السباحة ولكن المياه ابتلعته أمام أعين رفيقه الذي هب لانقاذه لكنه غرق هو الآخر. ويتساءل حمود محمد ظافر أحد سكان بني عمرو عن سبب إنشاء الجلسات العائلية بجانب مياه السد من قبل البلدية دونما أخذ الاحتياطات اللازمة لرفع مستوى الأمان طالما أنها اعتمدت ذلك السد كمتنزه للزائر والسائح ؟!! ويرجع رجل يدعى أبوخالد سبب تواجده وأفراد عائلته بالقرب من السد إلى البلدية «هي من وضعت لوحة كبيرة على مدخل السد وأسمته بمنتزهات السد فنحن نعلم أن المنتزه حينما يكون على مقربة من المياه العميقة فيجب حينها الأخذ بالاعتبار أن مرتاديه سيكونون من شرائح مختلفة منهم الكبير والصغير والمتعلم والجاهل والواعي والمتهور ولذلك كان لزاما على البلدية التنسيق مع وزارة المياه لبناء حاجز يمنع دخول الزوار إلى مياه السد».. واشتكى عدد من الزوار من انتشار النفايات التي يقذف بها السد على مقربة من الجلسات المخصصة لأماكن جلوس العائلات وهو مكان خاطئ. كما طالب عدد منهم بتمهيد الطريق لسرعة وصول عربات الإسعاف أو مركبات الدفاع المدني عند حصول حوادث لأن بقاء الجلسات في مكانها الحالي ينذر بحدوث كارثة لاتحمد عقباها مستقبلا لاسيما أن موسم الصيف قد بدأ وسيكون عدد زوار السد ومرتاديه كبيرا.