في عدد هذه الصحيفة «عكاظ» الصادر يوم الأربعاء الموافق 26 جمادى الآخرة عام 1431 ه، وتحديدا في منتصف الصفحة 4 وتحت عنوان ب «الفونت» الكبير الفاحم السواد جاء العنوان التالي: «الرقابة ترصد غياب موظفين في سكاكا» .. وفي السياق تحت العنوان من مراسلي الصحيفة خلف الحمود وعبدالعزيز المشيطي من القريات يقول الموضوع: «تحركت هيئة الرقابة والتحقيق مباشرة بمتابعة الغياب في المؤسسات العامة في سكاكا إثر جولة مفاجئة نفذها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف إلى مكتب العمل أمس الأول» .. إلخ. وفي محتويات الخبر (أبلغ «عكاظ» مسؤول في هيئة الرقابة والتحقيق أن الهيئة أوفدت مراقبين لتنفيذ زيارات مفاجئة على القطاعات الخدمية كافة للتأكد من التزام الجميع بساعات العمل المحددة ورصدت حالات غياب بين صفوف العاملين).. انتهى. قبل التطرق إلى مناقشة هيئة الرقابة والتحقيق سواء كان ذلك في سكاكا أو في غيرها من مدن وقرى هذا الوطن المترامي، أود أن أشير إلى «ردة الفعل» التي أحدثتها زيارة سمو الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز إلى إدارة مكتب عمل الجوف وخاصة في نفوسنا نحن المواطنين الذين نتجرع ويلات كثير من العاملين في القطاع الحكومي بسبب غيابهم وعدم مبالاتهم بمصالح وظروف الآخرين، ولأن خبر هذه الزيارة قد انتشر عبر وسائل الإعلام مدعوما بعبارة سموه الناعمة اللاذعة الساخرة «المؤدبة»، بكسر الدال «حضرنا ولم نجدكم»، فإنها لم تكن فقط زيارة لمكتب عمل الجوف وحده ولكنها كانت زيارة لكل مكاتب الإدارات الحكومية في قطاعاتها المختلفة في كل أجزاء الوطن باعتبارها رسالة موجهة إلى الجميع لتقول لهم: إن هذه الزيارة التي قام بها مسؤول في شمال الوطن يمكن أن يقوم بها مسؤولون آخرون في كل الجهات الأصلية والفرعية من هذه البلاد في زمن اختصرت فيه وسائل الاتصالات والمواصلات أبعاد الجغرافيا وتباعد المواقع حتى وإن كانت بعض الأماكن النائية متحصنة في قمم الجبال أو أعماق البحار أو قفار الصحراء تشكل حالات استثنائية إلا أننا نستطيع أن نقول: إنها ليست ببعيدة إذا قامت الجهات الرقابية بما عليها من واجب. وإذا عدنا إلى قول الخبر: تحركت هيئة الرقابة والتحقيق.. إلخ طبعا هذا التحرك جاء بعد زيارة سمو الأمير فهد فالسؤال الذي لا يحتاج إلى شيء من التفكير هو: أين كانت هذه الهيئة سواء في الجوف أو في غيرها قبل زيارة الأمير؟ وهل كانت قنواتها السمعية بعيدة عن أنين المواطن الذي «يتمرمط» ذهابا وإيابا وسفرا وعودة من أجل حاجة لا تستغرق إجراءات إنهائها طويل وقت لولا «تفريك» من تبتلع أدراج مكاتبهم أوراق تلك القضايا أو المعاملات. مثل هذه الزيارات المفاجئة يجب ألا تقتصر على أصحاب السمو الأمراء، بل يجب أن تكون من رؤساء المصالح الحكومية أنفسهم على موظفي أقسام إداراتهم الذين يتقنون لعبة التفريك بعد التوقيع على الدوام وبسبب تفريكهم تتراكم على شبابيك مراجعاتهم طوابير وأسراب من المراجعين وذوي الحاجات القابعة أوراق معاملاتهم في أعماق تلك الأدراج. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة