نجحت الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة على التغلب على إشكاليات الغياب في الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات. وكشفت جولة «عكاظ» أمس على عدد من المدارس الحكومية والأهلية في جدة، حضوراً ملفتاً للطلاب في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية، خصوصاً مع تفعيل الأنشطة اللاصفية التي أظهرت انضباط المعلمين في أداء الحصص التي راوحت بين المراجعة للمواد الدراسية، وإعادة شرح المواد التي لم يتقنها الطلاب في ظل وجود عدد من المشرفين. في البداية، وقفت «عكاظ» على الأداء التربوي والتعليمي لمدرسة التضامن الإسلامي الابتدائية، ولمست الانضباط في الأداء التربوي التعليمي المتمثل في الأداء داخل قاعات الحصص، وأوضح مدير المدرسة إبراهيم الفريدي أن التواصل بين المدرسة والمنزل أثمر على التغلب على ثقافة الغياب، لاسيما في الأسبوع الأخير من الاختبارات، وأن نسبة الغياب لم تتجاوز خمسة في المائة، مبينا أن مكتب التربية والتعليم في النسيم في جدة انتهى من دراسة مشكلة الغياب في الأسابيع التي تسبق الإجازات والاختبارات وخرجت بتوصيات طبقت في المدارس وساهمت في الحد من الغياب بين المعلمين والطلاب على حد سواء. وفي سياق متصل، وقفت «عكاظ» في مدرسة عبد الرحمن الداخل التي شهدت أمس تكريم طلاب الإذاعة المدرسية والطلاب المشاركين في المسابقات المختلفة على مستوى إدارة التعليم واختتام دوري النخبة الرياضي الذي فاز بالبطولة الصف الثاني شرعي، والصف الثالث ثانوي، وقال مدير المدرسة عائض الشهراني: «إن الغياب لم يتجاوز خلال الأسبوع الجاري ستة في المائة من مجموع الطلاب البالغ عددهم 805 طلاب». في مدرسة التعاون الأهلية، نفذت الإدارة عددا من البرامج اللاصفية بوجود عدد من المشرفين المتابعين، وقال مدير القسم المتوسط في المدرسة عبد الله آل طوالة، «إن نسبة الغياب في المدرسة لم تتجاوز ال 15 في المائة»، مضيفا أن المدرسة وضعت حزمة من البرامج والهدايا لشحذ همم الطلاب على عدم الغياب. من جهتهم، أشار عدد من الطلاب ومنهم: سامي الجهني، عمر السحاري، تركي المحوري، عبد الرحمن محمد، عبد الله الزهراني، ونضال الحاج، إلى أن الأنشطة اللاصفية كانت جذابة وشكلت عنصرا مهما في عدم غيابهم، خصوصاً وأنها تضم بين أنشطتها الاختبارات العملية والمراجعة النهائية التي تغني الطلاب عن المذاكرة، لاسيما في ظل انطلاق مباريات كأس العالم، ولفت الطلاب إلى أن الرسائل النصية التي تبعثها المدارس على هواتف أولياء الأمور قضت على ثقافة «ما فيه شيء .. لا تروح اجلس وذاكر في البيت». وأوضح كل من عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة الدكتور محمد الحامد، والدكتورة مها حريري (أخصائية طب نفسي) أن الطلاب يمرون هذه الأيام بعدة عوامل نفسية وضغوط أسرية يجب التعامل معها على أساس تربوي عال، وبينا أن الأنشطة التي أعدتها المدارس تعد من الأسس التربوية المهمة، خصوصاً وأن أكثر الشباب منشغلون هذه الأيام بكأس العالم، والهالة الإعلامية المصاحبة للحدث، مشيرين إلى نجاح المدارس وفق هذه الإحصائيات في تغيير الثقافة الأسرية التي عادة ما تكون معوقا لبعض الآليات التربوية التي تسعى إلى مزج التعليم بالترفيه قبل الاختبارات وهي أولى خطوات النجاح.