يعد سيمون بوليفار الأب الروحي والرمز الأعظم لدول أمريكا اللاتينية، عندما حرر أقاليمها من الاستعمار الإسباني وانتصر على قواتها في مواجهات متعددة نالت على إثرها كولومبيا وفنزويلا والإكوادور والبيرو الاستقلال، ومنحت بوليفيا شرف تسميتها على اسمه، لذا لا تخلو مدينة في تلك الدول من تمثال يخلده كبطل قومي تدين دول أمريكا اللاتينية بالفضل له، وأصبح عند كثير من الرؤساء اللاحقين مصدر إلهام، وإن كان مع فارق الغرابة والتعجب التي يتحفنا بها دائما وليد «كاركاس» الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، الذي تتملكك الدهشة وأنت تتابع تصريحاته وردود أفعاله في الشأن الفنزويلي الداخلي أو في أحداث العالم الخارجية.. إلى درجة لا تصدق فيها أنه رئيس دولة، ثم يعتريك التناقض لتشعر في موقف آخر أنه رئيس عظيم!. شافيز حاله كحال كاسترو في الإسهاب والإطناب عند الصعود على المنابر، فخطاباته تستمر إلى ساعات لا يأبه فيها لأحد إن كان مستمتعا أو نائما أو يتحدث في هاتفه، المهم لديه أن ينهي خطابه مما دفعه إلى توليف وظيفة جديدة تضاف إلى وظيفته الأساسية «رئيس الدولة» ويمارس عمل «المذيع» بتخصيصه برنامجا أسبوعيا على الهواء مباشرة كل يوم أحد بعنوان «مرحبا بالرئيس» وجميع مواطني فنزويلا يعرفون أنه يبدأ في ال11 صباحا ولا يوجد وقت محدد لإنهاء البرنامج، والبرنامج فعليا يقدم صيغة «الفلة»: اتصالات وتعليقات وأسئلة في كل شيء.. وأخيرا الغناء، وغناء شافيز فقط دون ترديد الحضور!، بالضبط كالذي تناقلته وسائل الإعلام وهو يغني في برنامجه مطلع أغنيته «هيلاري لا تحبني .. وأنا بعد ما أحبها»، وبمجرد انتهاء البرنامج يصرح لوسائل الإعلام: على الآباء الذين لا يرغب أطفالهم بالنوم أن يدفعوهم إلى مشاهدة إحدى خطبي التلفزيونية، يبدو أن هناك أمهات يجعلن أطفالهن ينامون أمام تشافيز بدلا من نومهم أمام أفلام الكارتون.. ألم أقل لكم إنها «الفلة» بعينها؟!. حتى البطالة في البلد النفطي «حجر» لها شافيز بتوظيف 200 فرد من أجل حسابه على موقع «تويتر»، يتولون فيها الرد على آلاف الرسائل التي ترده، ويصر على أن «الاشتراكية» هي محور الإبداع الخلاق الذي يواجه «الرأسمالية»، مما دفعه إلى تسجيل مواقف علنية بوصفه جورج بوش بالشيطان من على منبر الأممالمتحدة، وقوله «إن إسرائيل داعمة للإمبريالية ودولة قاتلة» ثم سحبه لسفيره منها بعد عدوانها على لبنان 2006، في مواقف لم يجرؤ «أطلق شنب» أن يسجلها أمام آلة الدمار وانتهاك الكرامة.. لتحتار بعدها في وصفه: ضرب الجنون أم غثاء السياسة؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة