يقوم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في نهاية الأسبوع الجاري بزيارته الثالثة عشرة إلى كوبا متزعماً مساراً ثورياً تبينت ملامحه «الاشتراكية» بوضوح اقتداءً ب «شقيقه وحليفه» فيدل كاسترو الذي تربطه به علاقات جيدة مما يثير غضب واشنطن. ولأول مرة ولساعات عديدة سيعبر العقيد الانقلابي سابقاً خلال برنامجه التلفزيوني الشهير «آلو، الرئيس» الذي يبث كل يوم أحد، عن آرائه من هافانا إلى جانب فيدل كاسترو الذي يعتبر أيضاً من الخطباء الأطول نفساً. وأعلن هوغو شافيز مؤخراً لدى إعلانه على هذه الزيارة «لا أدري كم ساعة سيستغرق برنامج - آلو، الرئيس - لكن سيكون فيدل كاسترو هو البادئ». ورسمياً تأتي زيارة شافيز (51 سنة) الذي يتولى السلطة منذ 1999 إلى كوبا للمشاركة في تسليم شهادات نحو 400 طبيب فنزويلي تخرجوا من كوبا في أول دفعة من هذا النوع منذ توليه السلطة. ولم تصدر أي توضيحات حول برنامج هذه الزيارة. وكان الرئيس كاسترو الذي احتفل السبت الماضي ببلوغه 79 عاماً من العمر ترأس بدوره قبل أسبوعين في هافانا أول دفعة ضباط فنزويليين تخرجوا من المدرسة الحربية. وأصبح الرئيسان يترأسان «محوراً» ذا طموحات اقليمية ويكثفان جهاراً المبادرات السياسية والاقتصادية المناهضة لواشنطن. وأعرب وزير الدفاع الأميركي دونلد رامسفلد خلال الأسبوع الجاري في باراغواي وبوليفيا بوضوح عن قلقه من احتمال أن يؤدي تأثير الرجلين «إلى زعزعة استقرار» المنطقة موضحاً «أكيد أن هناك أدلة تثبت أن كوبا وفنزويلا متورطتان في الوضع في بوليفيا» في إشارة إلى الاضطرابات التي شهدها هذا البلد. وتتمثل مبادرة هوغو شافيز الأساسية المدعومة من كاسترو «ألبا» (المبادرة البوليفارية من أجل أميركا) في مشروع اندماج لدول أميركا اللاتينية لمناهضة مشروع التبادل الحر بين عدة دول أميركية تدفع به الولاياتالمتحدة. ويستخدم رئيس فينزويلا رابع بلد مزود الولاياتالمتحدة بالنفط الذهب الأسود كسلاح سياسي لتعزيز تأثيره الإقليمي. وتتلقى كوبا نحو تسعين ألف برميل يومياً بأسعار تفضيلية. وقد ارسلت الجزيرة الشيوعية نحو ثلاثين ألف طبيب إلى فنزويلا و«عمالاً اجتماعيين» ومدربين رياضيين «في مهمة تضامن دولية». وتعززت الروابط بين كوبا وفنزويلا بشكل مثير في نيسان (أبريل) الماضي مع التوقيع على اتفاق «اندماج اقتصادي» يهدف إلى تخفيف معاناة الاقتصاد الكوبي المتداعي. وبعد أن كان يأخذ عليه بأنه زعيم «يساري شعبوي» أصبح هوغو شافيز الذي يعلن انضواءه تحت راية «المحرر» سيمون بوليفار (1783-1830)، يطالب «باشتراكية القرن الحادي والعشرين» تقوم على الماركسية. وصرَّح شافيز الذي لا يبدو البتة متأثراً بانهيار المعسكر الاشتراكي في أوروبا الشرقية في بداية التسعينات، السبت الماضي خلال «مهرجان للشباب» شارك فيه في كاركاس نحو 17 ألف شاب من 114 بلداً بينهم وفد كوبي كبير «بعد 14 سنة ما زلنا هنا في خضم المعركة أن الاشتراكية انبعثت من جديد وبإمكاننا أن نقول مع كارل ماركس أن الشبح عاد ليحوم على العالم». وفي اليوم التالي وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الأولى لاستفتاء 2004 الذي ثبته في السلطة دعا شافيز بالخصوص إلى إعادة كتابة «التاريخ البورجوازي» في الكتب المدرسية لفتح «المجال أمام الاشتراكية» مشيداً «بالثوري الكبير» روبسبيار الفرنسي.