ما زال توجيه وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة لمديري الشؤون الصحية بتحري ورصد أسباب استقالة الأطباء والكوادر الفنية ساخنا، لم يمض عليه الوقت الكافي لمعرفة نتائج تلك التحريات. ويمكن لهذه المقالة أن تلحق بتنبيه وزارة الصحة بأن في دعوتها تحيزا ذكوريا يحدث في كل القطاعات، من غير التذكير بأهمية الكفاءات النسوية، ويبدو أن توصية الوزير لم تشمل الكوادر النسائية من طبيبات وممرضات وفنيات، لذلك وجدت هؤلاء السيدات أنفسهن خارج التوصية، وعلى طريقة اللحاق بقطار العمر رفعن أصواتهن بأنهن يعانين الأمرين من وضعهن داخل الوزارة ويجب أن تكون توصية التحري شاملة، بحيث تدرس حالات الطبيبات والفنيات وعدم إهمالهن لكونهن نساء، فالكفاءة ليست حكرا للرجل دون المرأة، وكما يحدث تسرب للأطباء يمكن أن يحدث للطبيبات. وكثير من الطبيبات يرفعن شكواهن من التمييز بسبب النوع وليس الكفاءة، فمثلا لم تتم ترقية الطبيبات إلى درجة استشاري مع العلم أنهن حاصلات على شهادات في تخصصات دقيقة في أمراض أعصاب الأطفال أو كلى الأطفال أو الأمراض الوراثية أو طب الأجنة، ويضاف إلى ذلك أن مثل هذه التخصصات يتم الابتعاث لدراستها حتى إذا أنجزت المبتعثة دراستها وعادت إلى البلد لا يتم توظيفها مباشرة بل تطالب بالانتظار، بينما من يشغل وظيفتها الدقيقة هو طبيب عام ولا يمتلك علما أو خبرة في هذه التخصصات الدقيقة. كما تشتكي الطبيبات من عدم العدل الوظيفي من قبل الوزارة بين الذكور والإناث، بينما تكون الطبيبة حاملة لرقم وظيفي بمعنى أن هذا الرقم لا يشير إلى أن صاحبه أنثى أو ذكر، لكن التفضيل يأتي من قبل المسؤولين عن الترقيات أو إيكال المهمات، هنا فقط يذكر جنس المرقى أو الموجه لإتمام مهمة ما. وإذا كانت توصية الوزير باقية وحريصة على الكفاءات من خلال إقناع المستقيلين (من الأطباء الذكور) بالعدول عنها في لقاءات ونقاشات مباشرة معهم، فيجب أيضا أن يتم التوجيه بالجلوس مع الطبيبات والفنيات وسماع شكواهن، فهن كفاءات يمكن للقطاع الخاص أن يغازلهن ويطلب ودهن بالانتقال للخدمة هناك. وأعتقد أن وزارة الصحة حريصة على أية كفاءة من غير تصنيف هذه الكفاءة (ذكرا أو أنثى)، فهل تجد هؤلاء الطبيبات والفنيات مجالا لسماع أصواتهن، أم يتسربن إلى جهات أخرى حتى تكتشف الوزارة أنها تخسر كفاءاتها بسهولة تامة بسبب النظر بعين واحدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة