وقف أمس أبناء شهداء الواجب الذين استشهدوا خلال تصدي القوات المسلحة السعودية للمتسللين إلى الحدود الجنوبية للمملكة، على الأرض نفسها التي سقط آباؤهم دفاعا عنها، بعد استبسالهم في معارك تحريرها وطرد المتسللين منها. ونظمت وزارة التربية والتعليم هذه الزيارة بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، ضمن إطار البرنامج الذي تنفذه إدارة التربية والتعليم في منطقة جازان تحت شعار (تفاعل ووطنية)، بالتنسيق مع قوة جازان، ضمن اهتمام الوزارة ورعايتها لأبناء شهداء الواجب. وجال أبناء شهداء الواجب الذين قدموا من مختلف مناطق المملكة، ترافقهم «عكاظ»، على المواقع الميدانية الموجودة على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي السعودية واليمنية، وساحة المعركة التي شهدت المواجهات بين القوات المسلحة والمتسللين الحوثيين، وشملت الجولة كلا من قمم جبال الرميح والدود والدخان وجحفان. وبدأت جولة أبناء الشهداء من مقر القيادة والسيطرة، حيث التقوا قائد قوة الواجب في جازان اللواء حسين بن محمد معلوي، بعدها جال أبناء شهداء الواجب ميدانيا على المواقع الحدودية، ووقفوا على أعلى قمة في جبل الرميح، ولمسوا النصب التذكاري الذي يمثل مجموعة من شهداء الواجب من ضباط وأفراد قوات المشاة البحرية، والذي وضعته قيادة قوة جازان في أعلى قمة جبل الرميح، في الموقع المسمى 621 والذي تمت السيطرة عليه في الأول من صفر 1431ه، كتجسيد لبسالة الأبطال الشهداء في تحريره، وعددهم 12 فردا. واستمع أبناء شهداء الواجب إلى شرح مفصل من المقدم عبدالرحمن أحمد القحطاني، عن الموقع 621 والنقاط الأخرى الواقعة في المنطقة التي شهدت المواجهات العسكرية، إضافة إلى المواقع التي تمركز فيها آباؤهم الشهداء خلال عمليات الكر والفر أثناء المعركة.واطلع أبناء الشهداء خلال الزيارة على المتحف التذكاري الذي أعدته قيادة السيطرة الميدانية للشهداء، والمواقع التي شهدتها الغارات الجوية والمواجهات، إضافة إلى المواقع التي تخفى فيها العدو، والأسلحة التي استخدموها، إضافة إلى بعض الأسلحة التقليدية، والتي تنوعت بين أعيرة نارية وبازوكات وأسلحة بيضاء، إضافة إلى بعض أجهزة الاتصال التي كان يستخدمها العدو، ومكبرات الصوت، وبعض الأغذية التي كانوا يتناولونها في الحرب. ووجه قائد قوة الواجب في جازان، في نهاية الجولة كلمة إلى أبناء الشهداء، أكد فيها أهمية الملتقى الذي يجسد تلاحم القيادة بشعبها، واهتمامها بأبناء شهداء الواجب في عموم مناطق المملكة. وشكر اللواء حسين معلوي، كل من أسهم في إنجاح هذا البرنامج، وشكر أبناء الشهداء على تشريفهم المواقع التي شارك آباؤهم بدحر الأعداء عنها، وأعرب عن سعادته بلقائهم، واطلاعهم على الثغور التي شهدت بطولات آبائهم واستشهادهم على أرضها، وتحدث قائد قوة جازان عن البطولات والتضحيات التي قدمها شهداء الواجب أبطال الميادين، والذين دافعوا عن الدين والمليك والوطن، ودحروا "الحاسدين والحاقدين"، وقال: "نحن نقف في هذا الملتقى، ونشارك في تكريم أبنائهم، والدولة تهتم بهم، وحريصة على أن يلقوا كل اهتمام ورعاية". كما وجه اللواء معلوي في ختام كلمته فريق وزارة التربية والتعليم على ما بذلوه من جهد لأبناء الشهداء، وسلمت بعدها الدروع والهدايا التذكارية إلى أبناء شهداء الواجب المكرمين القادمين من مختلف المناطق، وإلى التربويين المرافقين لهم. وأعرب أبناء شهداء الواجب عن بالغ سعادتهم لما لمسوه من واقع ومشاهد حقيقية للحرب البطولية التي خاضها آباؤهم، مؤكدين بدورهم أنهم فداء للوطن، وكلهم على أهبة الاستعداد للالتحاق بالميدان وتقديم أرواحهم فداء للوطن وحماية شرفه.