فتاة تسأل: أنا فتاة ملتزمة وقعت في علاقة مع شاب يظهر من حاله التدين.. طلبت منه أن يتقدم لخطبتي إن كان جاداً، غير أنه اعتذر بأن والده لم يوافقه على الزواج الآن لأن سنه صغير! على الرغم من أنه تجاوز الخامسة والعشرين من العمر.. حاولت الابتعاد عنه، لكنه يقول: إنني ظلمته.. وأنا لا أحب أن أكون ظالمة.. وفي نفس الوقت لا أريد أن أكون خائنة لمن سيرتبط بي مستقبلاً.. أرشدوني ماذا أفعل؟ د. غازي بن عبدالعزيز الشمري جواب الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري: أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم أن يحفظك بحفظه، وأن يحيطك برعايته وفضله، وأن يصرف عنك شر الأشرار وكيد الفجار.. إنه سميع قريب. ابنتي العزيزة : لقد منّ الله عليك بالإسلام ومنّ الله عليك بالالتزام، ووهب الله لك قلبا نابضا بأحلى مشاعر الحب، وعاطفة جياشة ليؤهلك لأجمل وأعظم مهمة لك في ذلك الوجود وهي الزواج والأمومة. فمشاعرك التي وهبها الله لك هي كنزك الثمين أنفس من اللآلئ واليواقيت.. فهل يصح أن تلقي عقد جواهرك على قارعة الطريق ليلتقطه قاطع طريق أو يطمسه التراب؟.. ألم تسألي نفسك: لماذا الإحساس بالندم ووخزات الضمير بعد هذه اللقاءات المختلسة والمكالمات الهاتفية؟ إنه الضمير الحي والنفس اللوامة، ألم تفهمي لماذا يتهرب هذا الشاب من خطبتك ويدعي أن والده يرفض زواجه لصغر سنه وهو ابن الخامسة والعشرين؟! ابنتي: إن أي شاب لا يستطيع أن يطلب من الفتاة ما يريده مباشرة، بل يبدأ بخطوة أولى تعقبها خطوات تدريجية، فهو أولا يطلب منها فقط أن تكلمه في الهاتف أو ترد على رسالته؟ أو تقابله في مكان ما لتجاذب أطراف الحديث والتعارف، ثم يبثها مشاعره ويلعب على الوتر الحساس لأنه يعلم أن كل فتاة تشتاق لمن يقول لها: (أحبك)، ثم يصبح الأمر أكثر سهولة عندما تحبه الفتاة ويكون كل ما يهمها الكلمات الحلوة والمشاعر الجياشة، لكن عندما يطلب منها الشاب أشياء حسية مثل اللمسات تستجيب كي تحتفظ بالحب والكلمات الحلوة، وهكذا تتدرج الفتاة في خطوات العلاقة وتستفيق فجأة لتجد أنها انحدرت إلى فعل أشياء لم تكن تتخيلها، وإلى مستوى من العلاقة لم يكن هو هدفها الأصلي، وهذا ما يفكر فيه أغلب الشباب. فاحذري الخطوات، واتق الله في نفسك واقطعي هذه الصلة، وإذا كان في الشاب حرص وخير فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وإذا كان فيه خير فعليه أن يكلم أهلك الكرام، والرجال أعرف بالرجال، وعفتك وسمعتك لا تقدر بثمن، والمؤمنة لا تملك بعد إيمانها أغلى من حيائها وطهرها. ابنتي: استشعري دوماً اطلاع الله عليك، ومراقبته إياك في سرك وعلانيتك، في خلطتك وعزلتك، دائماً تذكري قوله تعالى: «ألم يعلم بأن الله يرى». استشعري ذلك وستجدين خشية الله والخوف منه والحياء من اطلاعه يسري في قلبك ويملؤه.. وتخيلي دائماً أنك استمررتِ على هذه العلاقة أعاذك الله من ذلك لكن تخيلي لو أنها تشعبت وتوثقت، فإن هذا الشاب الذي تتوهمين حبه قد يسلطه الله عليك.. فيفضحك إما بتسجيل مكالمة بينك وبينه، أو أن يسجل عليك مقطعاً مرئياً ينشر بالبلوتوث بين الشباب، فيفضح أمرك، ويلحق بك العار والخزي مدى حياتك.. فاحذري. أنصحك بأن تشغلي نفسك ببعض الأعمال المفيدة، كحفظ بعض كتاب الله تعالى، بتحديد حفظ خمس آيات في اليوم مثلاً بالإضافة إلى حفظ حديث أو حديثين من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو أكثر من ذلك حسبما تستطيعين.