تتعرض محطات الوقود الواقعة على الطرقات السريعة لسرقات في وضح النهار، ما وضع أصحاب المحطات في حرج، ودفعت البعض منهم إلى ابتكار أساليب مخالفة، وأخرى لا يقبلها المسافر أو العابر لها، أملا في الحد من سرقات الوقود والحفاظ على الأرباح والهروب من الخسائر. جولة «عكاظ»على عدد من محطات الطرق السريعة في ظلم غربي محافظة الطائف كشفت أن غالبية مرتكبي هذه السرقات من المراهقين والشباب. تسجيل لوحات يقول ناصر حمدان القثامي (صاحب محطة على طريق الطائفالرياض): إن بعض أصحاب محطات الوقود الواقعة على الطرقات السريعة، يعانون من هذه السرقات المتكررة، على الرغم من أنها انخفضت هذا العام خلافا للأعوام الماضية التي كانت تسجل فيها المحطة حالتين أو ثلاثا في الأسبوع، لافتا إلى أنه تم التشديد على العمالة لتسجيل أرقام لوحات سيارات اللصوص، لتقديمها للجهات الأمنية في بلاغات سريعة، ولكن هذه الإجراءات لم تكن مجدية حيث يتم ضبط شخص أو شخصين من بين 10 حالات في الشهر، مطالبا بتفاعل الجهات المعنية مع البلاغات في هذا الشأن، كون التساهل مع لصوص الوقود يدفعهم لمواصلة سرقاتهم، وبالتالي تضرر المحطات، رافضا استخدام بعض الوسائل المخالفة كرمي الحجارة على زجاج سيارات اللصوص عند الهرب، لأنها لن تعيد شيئا. وأضاف القثامي لو أن المسافر أبلغنا بحاجته أو أبدى رغبته في الاستدانه لتمت مساعدته، بدلا من هربه واستهتاره بأصحاب وعمال المحطات والجهات ذات العلاقة. إخافة اللصوص من جانبه، يؤكد فهد سلطان العتيبي (صاحب محطة وقود) أن وضع الحجارة على مضخات الوقود له فوائده، حيث يخشى اللصوص من السرقة نتيجة علمهم بما قد يتعرضون له، ولكنه ضد فكرة استخدام الحجارة، مؤكدا أنها لإخافة اللصوص فقط. تشديد العقوبات قال محمد سعود الخالد (صاحب محطة وقود) إن هناك وسائل حاولنا استخدامها للحد من السرقات، ولكنها لم ترض الزبائن ومنها تحصيل المبالغ مقدما حيث ينزعج بعض المسافرين من عدم الثقة ويغادرون المحطة دون التزود بالوقود، مرجعا أسباب اقتصار السرقات على محطات الطرق السريعة إلى سهولة هرب اللص، إضافة إلى عدم معرفته من قبل العمالة وأصحاب محطات الوقود، مستغربا لجوء البعض إلى الهرب بمبالغ بسيطة قد تصل في أعلى معدلاتها إلى 50 ريالا فقط، مطالبا بتشديد العقوبات على سارقي الوقود للحد من هذه الظاهرة مع تفعيل الرقابة على الطرقات السريعة، وسرعة التعامل مع البلاغات من قبل الجهات المعنية. معاناة العمال من ألوان المعاناة التي يواجهها العاملون في هذه المحطات، يذكر العامل عريف نور أنه تعرض لعدة سرقات خلال عمله في إحدى المحطات، مؤكدا أنهم غالبا ما يتعرضون لهذه السرقات في مواسم الصيف والإجازات، حيث يستغل اللصوص زحام المحطات لتنفيذ سرقاتهم. ويقول عامل محطة وقود آخر بأن غالبية لصوص الوقود من صغار السن وتتراوح أعمارهم بين 18 و 28 عاما، حيث يندر سرقة الوقود من كبار السن ،مضيفا أنه نتيجة لكثرة السرقات وضعنا الحجارة فوق المضخات، لإخافة اللصوص وفي حالة الاشتباه ببعض المسافرين يتم استحصال المبالغ مقدما. ويتذكر حبيب عبدالسلام (عامل محطة وقود) أنه في إحدى المرات كاد أحد اللصوص أن يتسبب في حريق محطة، بعد أن تحرك بسيارته قبل إخراج خرطوم المضخة ولولا لطف الله لحدث حريق لا تحمد عقباه، بسبب لص كان يحاول الفرار عن دفع 20 ريالا!. وينفي حبيب هروب قائدي الشاحنات أو السيارات الكبيرة بقيمة الوقود، مؤكدا أن هذه الحالات تقتصر فقط على السيارات الصغيرة خصوصا صغار السن. ويتحدث العامل هارون محمد قائلا إن لصوص الوقود انخفضت أعدادهم أخيراً، ومع ذلك لازال الحذر قائما، خصوصا أن بعض أصحاب محطات الوقود يحملوننا دفع المبالغ، نتيجة الإهمال وعدم قبض المبلغ مقدما والذي أدخلنا هو الآخر في إشكالات مع بعض المسافرين الذين يستغربون هذا الطلب ويعتبرونه تشكيكا في نزاهتهم! ويؤكد هارون أن فترات الزحام داخل محطات الوقود، إضافة إلى الفترات المتأخرة ليلا تعتبر من أكثر الحالات التي تسجل فيها حالات الهرب بقيمة الوقود، إضافة إلى أن بعض اللصوص يغطون أرقام اللوحات أو يطفئون أنوار السيارة للحيلولة دون تسجيلها. الحزم الأمني مصدر أمني مسؤول في القوات الخاصة في أمن الطرق في الطائف أكد أن الحزم الأمني والتفاعل مع البلاغات يعتبر أحد الأسباب التي أدت إلى إنخفاض حالات عدم دفع مبالغ الوقود، مشيراً إلى أن دوريات أمن الطرق على الطرق السريعة تتفاعل سريعا مع البلاغات وتعمل على ضبط المتهمين وتحيلهم لجهات الاختصاص، نافيا وجود أي تساهل مع أي بلاغ يرد للدوريات. وأكد المصدر أن قوات أمن الطرق ضبطت عددا من هذه الحالات خلال الفترات الماضية وأحيلت جميعا لجهات الاختصاص ،مؤكدا أن أي بلاغ يتم التعامل معه فورا. وأشار المصدر إلى أن التواجد الأمني المكثف على الطرقات السريعة من خلال نقاط التفتيش وجولات الدوريات، ساهم في انخفاض معدلات الهروب بقيمة الوقود.