يواجه العاملون في محطات الوقود عددا من المشاكل المتكررة أثناء أداء مهماتهم، الأمر الذي يصيبهم في كثير من الأحيان بالإحباط لأن المسؤولية تقع على عاتقهم وحدهم وهم من يدفعون ثمن أخطاء غيرهم. وأجمع عدد منهم على أن الهروب من دفع الثمن هو المشكلة الأكبر التي تواجههم، نافين أن تكون قد وصلت لحد الظاهرة ولكنها تتكرر بين الحين والآخر ويتزعم القيام بها فئة الشباب وبعض المراهقين. علي عبده، حكى ل«عكاظ» عن معاناته مع الهاربين من الدفع قائلا «آخر عملية تعرضت لها كانت قبل أيام قليلة حينما طلب أحد الشباب مني ملء خزان سيارته بالوقود، وبعد أن انتهيت من تزويد السيارة بالوقود لم يهرب السائق، ولكنه أخرج محفظته والدهشة المصطنعة تعلو ملامحه معتذرا لي بأنه نسي سحب المال من الصراف الآلي، فطلبت منه إيقاف السيارة جانبا والاتصال على أحد معارفه للحضور ودفع مبلغ 35 ريالا هي قيمة الوقود، فابتسم السائق لي ووعدني بالوقوف بجوار المحطة وتظاهر بالاتصال بأحد أقاربه ليحضر المبلغ، وفجأة هرب السائق وسط الضحكات العالية من رفاقه في السيارة. من جهته، رفض برهان تعميم سوء النية على كل من أخبره بأنه نسي محفظته أو لم يصرف من الصراف، وقال: بعد أن زودت سيارة أحد الشباب بالوقود وطلبت منه قيمة الوقود، اعتذر بلباقة وقام بتسليمي جواله ريثما يحضر المبلغ، وبالفعل أحضره بعد وقت قليل من مغادرته. وأكد برهان أن بعض أصحاب السيارات يحاولون رهن وثائقهم الرسمية مثل بطاقة الأحوال ورخصة القيادة كضمان لإحضار المبلغ، لكنه يرفض استلامها تطبيقا للتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية والتي تقضي بعدم رهن الوثائق الرسمية وتعريض من يرهنها أو يتسلمها كضمان للمساءلة القانونية. التلاعب في عدادات المضخة ومن الطرق التي يستخدمها بعضهم للتهرب ما ذكره سيف من ادعاء أحد زبائنه بأنه دفع له 100 ريال ويطالب بإعادة باقي المبلغ وخصم قيمة الوقود، مهددا باستدعاء الشرطة في حال عدم إعادة باقي المبلغ الذي لم يدفع أصلا. واعترف سيف بأن التدليس موجود في بعض محطات الوقود من خلال التلاعب في عداد مضخة الوقود وبالتالي يرتفع السعر وتقل كمية الوقود المباعة، موضحا أن الفيصل في كشف تلاعب عمال المحطات بالأسعار هو إلزام أصحابها بتركيب المضخة الإلكترونية. وأفاد العم ناجي بأنه يحتفظ بعصا قوية لا يخرجها إلا وقت هروب أصحاب السيارات دون دفع مبالغ الوقود الذي تزودوا به. وقال: إذا حاول السائق الهرب فالعصا تكون قريبة مني وأحاول أن الحق الأذى بالزجاج القريب مني، وإذا ابتعد عني قمت برمي العصا بكل قوتي باتجاه الزجاج الخلفي لتحطيمه لأن صاحب المحطة يطالبنا بتحصيل المبالغ مقدما ولا يعفينا من المبالغ التي لا يدفعها بعض أصحاب السيارات بعد تزويد مركباتهم بالوقود، وحينها لا يشفي غليلنا سوى تحطيم الزجاج أو ضرب جسم السيارة بالعصا انتقاما من أصحاب هذه التصرفات الطائشة.