وهل هناك من سبب لمظاهرات الشارع العربي منذ ستة عقود غير فلسطين؟؟ وإذا لم تكن فلسطين محتلة فما الذي سيجعل هذا التقليد العربي يستمر؟؟ لكن السؤال: ما الجديد في الموضوع هذه المرة؟؟ ربما يكون الجديد أن الطموحات تضاءلت مع الوقت، فبدلا من فلسطين انتهينا إلى ضفة معزولة وغزة محاصرة، وبدلا من كلتيهما أصبحنا الآن نتظاهر من أجل واحدة منهما فقط، لأنها في وضع ربما يكون أسوأ من الاحتلال .. غزة، الحصار والدمار والموت العاجل والبطيء، أصبحت الفتات الفلسطيني الذي نشاهد مأساته في الفترة الأخيرة، والمسرح العبثي لأسوأ الانتهاكات الإنسانية.. من أصدق العبارات التي (فلتت) من لسان الأستاذ عمرو موسى وهو يعلق على هجوم البحرية الإسرائيلية على قافلة الحرية قوله إن ما فعلته اسرائيل إنما يعود إلى شعورها بأنها فوق أي قانون أو نظام دولي و بالتالي تمارس ما تشاء.. هذه هي الحقيقة فعلا، وما دامت بهذه الهمجية والصلف، فما الذي ننتظره من مبادرات ومفاوضات السلام معها، وما الذي يمكن الوثوق به من سياسات حكوماتها المتعاقبة وتصريحات مسؤوليها؟؟.. حتى هذه اللحظة من صباح أمس الثلاثاء كانت معظم دول العالم قد أدانت ما ارتكبته إسرائيل بحق قافلة سلمية تماما، تحاول تخفيف ضغط الحصار على قطاع غزة، بينما واشنطن تعرقل صدور بيان رئاسي من مجلس الأمن يدين الهجوم ويطالب بتحقيق مستقل في تفاصيله، وحتى مع بعض التنازلات في المطالب استمرت واشنطن في مساعيها أو ضغطها لعدم صدور البيان، أو صدوره بصيغة لا تخدش سمعة إسرائيل النظيفة وسجلها الإنساني الناصع!!..هذا ما تفعله راعية السلام التي سمعنا رئيسها الجديد يقدم كل وعود وعرابين السلام وهو يلقي كلمته في القاهرة، وسمعناه يكررها في أكثر من مناسبة قبل تلك الزيارة وبعدها، فما الذي يجدر بنا تصديقه، حساب الحقل أم حساب البيدر، ما تبثه الفضائيات من تصريحات مسؤوليها أم ما يحدث على الأرض ونشاهده على ذات الفضائيات؟؟.. للأسف، خيار السلام وخيار الحرب أسوأ من بعضهما بالنسبة للعرب.. خيار السلام مجرد وهم لم يتحقق أبدا بعد كل ما مر من تجارب، وخيار الحرب سقط منذ زمن بعيد حين استطاعت إسرائيل هزيمة ثلاثة جيوش عربية حين كان السلاح بدائيا قياسا بالزمن الحاضر الذي تمتلك فيه إسرائيل أكثر الأسلحة تطورا مقابل أمة عربية مهزومة نفسيا، تبحث شعوبها عن لقمة العيش ولا تعرف أين تذهب أموالها الهائلة، فكيف لأمة هذا حالها أن تفكر مجرد التفكير في الحرب.. وما الحل؟؟.. لا شيء غير أن نقتدي بالمرحوم حسني البورزان في لزمته الشهيرة في مسلسل غوار الطوشي (إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا علينا أن نعرف ماذا في البرازيل)، وحتى يكون التشبيه مناسبا نقول: إذا أردنا أن نعرف لماذا تفعل إسرائيل ما تفعله علينا أن نعرف لماذا تفعل أمريكا ما تفعل، وإذا أردنا أن نعرف لماذا تفعل أمريكا ما تفعله علينا أن نسأل أنفسنا ماذا نفعل نحن؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة