لم أكن ممن يعتمد على ما يزعمه العامة من أن «كلام العاقل يؤخذ نصفه»، وذلك لأني تعودت أن آخذ كل الكلام أو أترك كل الكلام، بصرف النظر عما إذا كان صاحبه عاقلا أو غير عاقل، غير أنني وجدت نفسي مضطرا إلى أن أعمل بموجب قاعدة «كلام العاقل يؤخذ نصفه»، حين قرأت ما تحدث به الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش حول قرار إسناد تدريس الطلاب الذكور من الصف الابتدائي الأول حتى الصف الثالث إلى المعلمات. كلام الدكتور الطياش ينقسم إلى نصفين، نصف لا سبيل لنا إلا أن نتقبله كما نتقبل نصف كلام العقلاء، ونصف لا مناص لنا إلا أن نتوقف دون الأخذ به، أو بلغة أكثر وضوحا، أن نتركه كما نترك نصف كلام العقلاء كذلك. الدكتور الطياش يقول إن إسناد تدريس طلاب الصفوف الأولى إلى المعلمات أمر ليس منكرا، وتلك مسلمة لا يماري فيها إلا متشدد ولا ينازع فيها غير من لا يعرف معنى الطفولة والعلاقة المتينة التي تربط الأطفال ذكورا وإناثا بأمهاتهم ومن يقمن مقام الأمهات، والدكتور الطياش يقول إنه لا يوجد أي محظور شرعي يستدعي الحصول على رأي الفقهاء والعلماء، وتلك مسلمة أخرى كذلك على الرغم مما ذكره من تلقي الوزارة انتقادات على قرارها وهو أمر طبيعي نعتقد أن الدكتور الطياش ومسؤولي الوزارة كانوا يتوقعونه، وقد واجه التعليم مثل تلك الانتقادات والاعتراضات في كل خطوة خطاها نحو المستقبل بدءا من إقرار تدريس الجغرافيا واللغة الإنجليزية والرسم وانتهاء بتعليم البنات، ولم تمنع تلك الاعتراضات التعليم ومسؤوليه من المضي قدما وإقرار ما يمكننا من صناعة المستقبل بعيدا عن تشدد المتشددين وتخوف المتخوفين. ذلك هو النصف الذي نأخذه من حديث الدكتور الطياش، أما النصف الذي لا نجد بدا من التحفظ عليه فهو ما ذكره من أن هذا القرار لن يطبق في المدارس الحكومية بل في المدارس الأهلية، ذلك أن الأولى بتطبيق قرارات الحكومة مدارس الحكومة وذلك من شأنه أن يمكن جهات المتابعة من رصد سير التجربة وتصحيح مسارها، وليس بمقنع ما علل به الدكتور الطياش عدم تطبيق القرار في مدارس الحكومة حين قال إن ذلك يعود إلى أن اللائحة الحالية لا تجيز ذلك، وكان الأولى أن يتم تعديل اللائحة ما دمنا نعرف أن تلك اللائحة لم تعد قادرة على استيعاب ما يشهده التعليم من تطور. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة