لا أستطيع أن أزعم أنني وطئت جميع مدن العالم، ولكني أستطيع أن أؤكد وبكل صدق وثقة، أن مواقف المطارات في جميع المدن التي نزلت فيها لا تتقاضى من أصحاب السيارات وسائقيها الذين يستخدمون المواقف أي رسوم مقابل الوقوف بالسيارة، كما أن جميع المطارات التي أعرف تخصص لموظفيها مواقف لسياراتهم خلال فترات الدوام وعلى مدى الأربع والعشرين الساعة من الليل والنهار. رأيت ذلك في لندن، وباريس، وفرانكفورت، ودوسلدورف، وفي مبان مقامة خصيصاً لوقوف السيارات مثلما رأيت في بيروت، وعمان، مواقف في الفضاء الرحب لقاصدي المطار من مستقبلين ومودعين. وجميع هذه وتلك لا يدفع صاحب السيارة أو سائقها ولا هللة واحدة، في الوقت الذي ابتدعت هيئة الطيران المدني عندنا ضريبة لكل من يصل بسيارته إلى بوابة الوصول في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة حتى وإن كان القادم من السفر ينتظر السيارة على الرصيف، بل وحتى إن كان السائق متعديا وعابر سبيل بسيارته من أمام بوابة القدوم. الغريب في الموضوع أن هيئة الطيران المدني تجاهلت التعاليم الرسمية التي تؤكد أنه لا يمكن فرض رسوم أو ضريبة إلا بصدور مرسوم ملكي بالموافقة عليها، وكلنا يعلم أنه لم يصدر لا مرسوم ملكي ولا حتى قرار وزاري وإنما هي بدعة لصالح مستأجر المواقف حيث يدفع كل صاحب سيارة أو سائقها عند وصوله إلى بوابة القدوم خمسة ريالات قسراً، كما يدفع الموظف الغلبان في المطار في المرافق التي يعمل موظفوها في مطار الملك عبد العزيز مائة وخمسين ريالا لإيقاف سيارته تحت السماء، أما إن أراد لها الظل فعليه دفع مائتين وخمسين ريالا كل شهر من راتبه حتى وإن كان من أصحاب المراتب الدنيا!! الزميل الأستاذ خلف الحربي هو الذي كشف لي هذه الحقيقة المروعة بما كتبه يوم السبت 8/6/1431ه ضمن ما كتب عن دورات المياه في مطار الرياض والمغلقة بأسباب الصيانة، ومواقف السيارات في جدة والتي يقول عنها: في جدة يصيح الناس من بدعة «الاستقبال بخمسة ريالات» حيث تم تحويل كل المساحة الخاصة بالاستقبال إلى مواقف إجبارية، بحيث لا تستطيع أي سيارة أن تدخل إلى المطار لاستقبال أي قادم إلى جدة إلا بعد أن «يكع» صاحبها خمسة ريالات ينطح كل ريال فيها الآخر، وبالطبع لن يفيدك قسمك بأنك سوف تخطف الضيف اختطافاً، ولن تستخدم المواقف فدخول المطار ليس كخروجه» . ثم يضيف الأستاذ الحربي: قد لا تمثل الريالات الخمسة مبلغاً باهظاً بالنسبة للكثيرين، ولكن الإنسان بطبيعته يرفض دفع أي مبلغ يؤخذ من جيبه إذا لم يكن ثمة تبرير منطقي له». وأنا أضيف بأن فرض الخمسة ريالات حتى على من كان متعديا وعابر سبيل، أو من وجد ضيفه على الرصيف ليس فقط لا مبرر له، وإنما هو مخالفة صريحة لما تقضي به التعليمات التي تمنع استيفاء أية رسوم أو تحصيل أية ضريبة من المواطن بدون أن يكون صدر لها مرسوم ملكي، والجميع يعرف أنه لم يصدر بذلك لا مرسوم ولا حتى قرار وزاري فكيف تقدم هيئة الطيران المدني على هذا القرار الذي اختصت به مستقبلي القادمين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، أو حتى عابري السبيل ببوابة القدوم؟! سؤال طويل عريض لم أقرأ عليه إجابة سواء لما كتبه الزميل خلف الحربي أو ما كتبه الأخ عادل عزت في «الرياضي» بتاريخ 14/5/1431ه ثم مقاله الإلحاقي بتاريخ 21/5/1431ه .. فهل تفصح الهيئة بما ينتظر المواطنون الإجابة عليه من حيف لحق بهم بدون مرسوم ملكي ولا قرار وزاري ولا حتى مسوغ منطقي؟؟!! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة