الجرس الأول: اللهمّ أغثنا بالرحمة، وتخفيف درجة الحرارة التي أكلت اليابس والأخضر، وأثّرت على كل مناحي الحياة. اللهمّ أغثنا من “أنفسنا” الأمّارة بالسوء، والتي عندما طاوعناها، وسرنا وفق “هواها” أوردتنا حوض المنايا. اللهمّ أغثنا من الفساد الذي عمّ “القنوات الفضائية”، اللهمّ أغثنا من “الغلاء” والبلاء والربا، وهذا الأخير هو “السبب الأول” حصريًّا لما آل إليه حالنا، فعندما ينذرنا الله عز وجل “في كتابه الكريم” بحرب من الله ورسوله إذا تعاملنا بالربا، ونحن نعرف “حرمانيته” ثم “نفعل ذلك” تحت أغطية أجازها بعض “المشايخ” الذين للأسف “تدلس” عليهم البنوك الربوية في المعلومات التي يقدّمونها لهم عن (المنتج) من إجازته شرعيًّا، ويتم ذلك مع أن “الواقع” الحقيقي ما هو إلاّ (ربا × ربا)، ولكنه في صور كثيرة مزخرفة، وملونة، ومبررة؛ لتمريرها على “العميل” الذي يعلم أن كل هذا ربا، لكنه يعلّق ذنبه على من أجازه، بالرغم من أن هذا العميل يعلم علم اليقين أن “يوم الحساب والعقاب” لن “يستدعى” موظف البنك، أو الذين أجازوا هذه العملية؛ ليحاسبوا بدلاً عنه. بل هو الأول والأخير الذي سيُحاسب عن سوء اختياره، وتعمّده الاستفادة من هذه “العملية الربوية” التي لم يضربه أحد على يده “ليتعامل بها”. هذا هو الواقع للأسف الشديد. ناهيك عن (شركات التأجير والتقسيط وإلخ من طرق الشراء والبيع الربوية التي سهّلت للإنسان؛ ليتورط في حبالها التي تلتف حول رقبته ورقبة أولاده من بعده، والواقع يقول إن هناك العشرات ممّن توفاهم الله لا زال أبناؤهم “يسددون” أقساطًا لم يتمكن الواحد منهم في حياته بسدادها، هذا هو الواقع. ومَن يقل غير ذلك فهو إمّا مكابر، أو مغالط للحقيقة. الجرس الثاني: اللهمّ أغثنا من الغلاء الذي عمّ كل “السلع”، والذي تقف أمامه وزارة التجارة موقف المتفرج، ناهيك عن “البضائع المقلّدة” التي تُباع بنفس سعر الأصلية، ولا أحد للأسف يقف موقفًا جادًّا لحماية المستهلك الذي (يُقاد) يوميًّا نحو الأسواق لشراء ما تحتاجه عائلته “المغيّبة” وعيًا عمّا يحدث من “غش وتدليس”. اللهمّ أغثنا من جشع التجار الذين لا يشبعون، ولا يستحيون من الله عز وجل، ثم من إخوانهم أبناء الوطن الواحد، والدِّين الواحد، بل والحي الواحد. اللهمّ أغثنا فقد عمّ الغلاء كل شيء، ولا مغيث إلاّ ّالله عز وجل. اللهمّ أغثنا. الجرس الثالث: اللهمّ أغثنا من “البلاء والابتلاء”، فقد أبتلينا بضياع الأمانة التي عُرضت على الجبال ورفضتها، وقبلها الإنسان الذي لا يعرف البعض كيف “يؤدّيها” لمن ائتمنه عليها سوى في العمل العام، أو الخاص ولا نجد إلاَّ اختلاسات، واهدارًا، وتسيبًا، وتعطيلاً لمصالح الوطن والمواطن، وأقرب الأمثلة ما تهدره جهات حكومية على رفاهية مسؤوليها الكبار انتدابات، واحتفالات، وبرامج دعائية “لتلميع” هذا المسؤول، وإدارته لتغطية “الفساد” والتقاعس الذي أدّى إلى “تعثر عشرات المشاريع” التي “صرفت لها الدولة” عشرات المليارات، ولا نعلم أين ذهبت. اللهمّ أغثنا من “مسؤول” لا يعرف معنى الأمانة، ويتعامل مع هذا المنصب وكأنه “أملاك خاصة”، يفعل به ما يشاء وفق ما تمليه عليه نفسه الأمّارة بالسوء، ووفق ما يشير عليه به “مستشاروه” الذين يزيّنون له الفساد والإسراف على أنه جزء من “البرستيج”. اللهمّ أغثنا من كل هذه البلاوي التي “أبتلينا بها”، والتي لن يرفعها عنّا إلاّ الله عز وجل، فمن لنا بعد الله أن نرفع له أكف الضراعة لنتوجه إليه آناء الليل وأطراف النهار بأن يرفع الظلم عن المظلومين، ويفك أسر المديونين، ويخصلنا من الفاسدين “ماليًّا واداريًّا” اللهمّ ارفع عنا هذا البلاء، وأرحمنا في هذا الشهر الكريم. اللهم ليس لنا سواك، فأنت القادر على كل شيء. اللهمّ أغثنا.. اللهمّ أغثنا.. اللهمّ أغثنا برحمتك.. اللهمّ آمين. خاتمة: اللهمّ أرحم إخواننا المسلمين في كل مكان، وأغثهم برحمتك اللهمّ آمين. [email protected]