** العلاقة بين المشمش وبين مدينة بيشة علاقة سطيحة، فبيشة تلك الأرض العزيزة على قلوبنا، كما هي كل بقعة أرض سعودية، علاقتها القوية والمتينة هي مع التمر، وما أدراك ما تمر بيشة، تلك الثمرة المباركة، والتي عندما ترى "كومة" منها، كأنك تنظر إلى الذهب، لأن تمر بيشة، وخاصة "الصفري" هو من أجود تمور المملكة، وربما العالم، ولذلك فإن الزائر إلى مدينة بيشة، لا يكاد يرى سوى مزارع النخيل التي تتخلل المدينة، وتحولها في الجملة الى بستان جميل المنظر والجوهر، اما المشمش فإنه لا يكاد يبرز فضلاً عن أن ينافس التمر، فانتاجه محدود في مزارع بيشة قياساً بالتمر. ** ما نقصده من عنوان هذا المقال، هو الحديث عن بيشة "الشركة" وليس المدينة.. فشركة بيشة للتنمية الزراعية، كانت حتى ما قبل اربع أو خمس سنوات واحدة من أهم الشركات التي يشتري الناس ويبيعون اسهمها في سوق الاسهم السعودي، وكانت قد أخذت ب"لبّ" كثير من المضاربين في سوق الاسهم، الغشيم منهم، والمحترف، والهامور على السواء، حتى جاء يوم "أغبر" لم يكن في الحلم ولا الحسبان، وفجأة صدر قرار بتجميد بيع وشراء أسهم هذه الشركة، فتلقف رواد سوق الأسهم، ذلك الخبر التعيس بين سعيد جدا، وهم الهوامير الذين "ضربوا" ضربتهم، وبين صغار المشترين الذين سقط عدد منهم مغشي عليه، لأن تحويشة عمره قد ذهبت الى الجحيم. ** في نهاية الأسبوع الماضي، وأنا اقرأ خبراً في "عكاظ" عن ارجاء اجتماع الجمعية العمومية العادية للشركة لاجتماعها، بسبب عدم اكتمال نصاب عقد الجمعية، عادت الى الذاكرة مأساة آلاف الناس الذين "تعلقوا" ولا زالوا حتى اللحظة "معلقين" بأرجلهم أو بأيديهم - لافرق - في هذه الشركة، فبعضهم لديه اسهم فيها بنصف مليون ريال، أو أقل أو أكثر، وبينهم من استدان هذا المبلغ من البنوك، وأصبح لديه أن يسدده اقساطاً منتظمة للبنك، والا فإن السجن ينتظره، فيما شركة بيشة "فص ملح.. وذاب".. أما ادارة هيئة سوق المال السعودي، فإنها فيما يبدو خارج المشهد، لا يهمها لا الشركة، ولا الألوف المؤلفة من "العالقين" في اسهم هذه الشركة. ** العضو المنتدب للشركة السيد عبدالله القرني، قال الاسبوع الماضي "إنني أحمل هيئة سوق المال السبب في معظم خسائر الشركة، لتجميدها محفظة الشركة، وهو ما فاقم الخسائر بعد هبوط سوق الاسهم، وكان من المفترض ان توقف الهيئة محفظة الشركة من البداية، إذا كان النظام لا يسمح بالاستثمار في سوق الاسهم، هذا ما قاله القرني "عكاظ - 12 شوال 1431ه". ** المهم الآن من يعيد للناس فلوسهم.. فقط فلوسهم التي وضعوها في سهم بيشة، وهم لا يريدون ارباحاً وانما يريدون استعادة اموالهم الكثيرة، التي تعاملوا بها في سوق أسهم، تجري معاملاته "تحت الشمس" وبوضوح تام، وليس في زقاق او شارع خلفي مثل مساهمات "سوا" واخواتها. ** أنا شخصياً لا اتوقع ان يرد على هذه السطور قسم العلاقات في سوق الاسهم السعودي، ولذلك قلت في العنوان ما يمكن ان يكون كناية لما أريده، وبما يوافق امثالنا الشعبية الدارجة، عندما تكون تريد شيئا من أحدهم، فيكون الجواب معروفاً سلفا، فيقول لك "في المشمش".. وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعليه العوض لكل من وثق في أسهم هذه الشركة تحت مظلة سوق الأسهم، ثم ضاعت تحويشة عمره في لمح البصر.