ينأى الفلسطينيون بتفاؤلهم حول أي اختراق إيجابي في اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن غدا في البيت الأبيض، الذي يجيء بعد لقاء عاصف عقد بينهما في مارس (أذار) الماضي منعت الصحافة من حضوره، ولم يصدر من البيت الأبيض صورة فوتوغرافية مشتركة لهما كما جرت العادة. وأفصحت مصادر فلسطينية في حديث ل«عكاظ» أن السلطة تنتظر من الإدراة الأمريكية ضغطا حقيقيا على نتنياهو لوقف الاستيطان، الذي وصفته بأنه عدو للسلام، وإظهار حسن النية تجاه إيجاد مخرج عادل وشامل لأزمة المنطقة، عبر استعادة الحقوق الفلسطيينية المشروعة، وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وأشارت المصادر إلى أن نجاح لقاء الرئيس أوباما مع عباس في التاسع من الشهر المقبل، مرهون بمدى التزام نتنياهو بوقف الاستيطان وتقديم التزامات جدية حيال قضايا الحل النهائي، لجهة الأمن والحدود. من جهتها، ترى حركة حماس أن الإدراة الأمريكية ليست محايدة أصلا في تعاملها مع القضية الفلسطينية. وأفاد المتحدث باسم حركة حماس مشير المصري ل«عكاظ» أن الإدارة الأمريكية تعمل لتحقيق مصالح اللوبي اليهودي، مؤكدا أن لقاء أوباما ونتنياهو لن يحقق شيئا إيجابيا للفلسطينيين. وأشارت مصادر أمريكية أن الاسباب الكامنة وراء الدعوة المفاجئة التي وجهها أوباما إلى نتنياهو لعقد اجتماع آخر معه في البيت الأبيض غدا، تعود إلى تذمر الإدارة الأمريكية، إزاء السياسات التي ينتهجها نتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالاستمرار في سياسة الاستيطان. وكان أوباما قد عقد اجتماعا مع نتنياهو في مارس الماضي، ولم يسفر عن أي تطورات إيجابية، وأيضا لم تنشر صورة رسمية لهما معا، ما فسر بأنه عدم ارتياح من جانب الرئيس الأمريكي لمماطلة نتنياهو في تقديم إجابات عن الأسئلة الأمريكية بخصوص عملية السلام، وتحديدا تجميد البناء الاستيطاني. وذكر مسؤولون إسرائيليون أن أوباما يريد الاجتماع بنتنياهو على الفور، على خلفية الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة والانتقاد الكبير الذي تعرض له أوباما من جانب أعضاء الكونجرس وزعماء اليهود الأمريكيين في آن. ويرى خبير أمريكي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات ل«عكاظ» أنه رغم تذمر الإدارة الأمريكية المعلن على نتنياهو، إلا واشنطن تسعى لمحو ذكرى الاجتماع الأخير بين أوباما ونتنياهو التي منعت الصحافة من حضوره ولم يصدر البيت الأبيض حتى صورة مشتركة لهما. وهذه المعاملة -المختلفة جدا عن اللقاءات الدافئة والمغطاة بشكل جيد في وسائل الإعلام للاجتماعات التي عقدها أوباما مع الزعماء العرب الذين زاروا واشنطن- نظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة متعمدة لإهانة نتنياهو. وأضاف الخبير الأمريكي القريب من دوائر البيت الأبيض، أن اجتماع مارس أظهر خلافات كبيرة واسعة بين أوباما ونتنياهو حول البناء الاستيطاني في القدسالشرقية واستمرار حكومته في الاستيطان. ويخشى الأمريكيون أن يثير اللقاء المقبل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قصد منه إظهار دعم أوباما للزعيم الفلسطيني، مقارنات غير مستحبة مع لقاء (مارس)، وبالتالي يعمّق الأزمة مع اسرائيل، ويتسبب في مزيد من الانتقادات لسياسة تجاه اسرائيل. ومن خلال اجتماع إيجابي مع نتنياهو قبل وصول عباس، تأمل الإدارة في تفادي مقارنات كهذه.