«وإذا أردت الحقيقة فأنا نفسي لا أعرف رأيي فيما حدث، وأنا آسف لأنني حكيت لعدد كبير من الناس ما حدث لي، كل ما أعرفه أنني أفتقد كل إنسان تحدثت عنه، بما في ذلك آيكلي وسترادليتر، لا تروي ما حدث لك، مثلما فعلت أنا لأي إنسان، لأنك حين تفعل ذلك، فلسوف تفتقد كل الناس». بهذه الجملة ينهي الروائي الأمريكي «ج.د. سالينجر» روايته/ العنوان المنشورة عام 1951م والتي مازالت وإلى الآن يباع منها 250 ألف نسخة. الرواية أشبه برسالة طويلة كتبها تلميذ في السادسة عشرة من عمره، متمرد وتجاربه مع الجميع فاشلة وتثير حنقهم وغضبهم، حتى أخته الصغيرة قالت له: «بابا سيقتلك» لأن «هولدن» طرد للمرة الثالثة من مدرسة داخلية أخرى، وكان والده ووالدته غاضبين ويتألمان. الرسالة/ الرواية موجهة لشخص يخاطبه دائما، تنتهي الرواية ولا يخبرنا لمن هذه الرسالة، هل هي لجيله أم لأخته الصغيرة أم لأخيه الصغير الذي مات؟ «سالينجر» لا يخبرك لمن موجهة هذه الرسالة، لكنك ما إن تنتهي منها حتى تكتشف أنها موجهة لكل أب وأم يعيشان حالة غضب وحزن وألم وتيه، لأنهما لا يعرفان ما الذي يحدث لابنهم الذي قفز من الطفولة إلى المراهقة. يقول التربويون: إن أخطر مرحلة تواجهها الأسرة خلال نمو أطفالهم هي السنوات بين 13 و18، وهي سنوات تيه أو سقوط في حفرة لا نهاية لها، أو كما عبر عنها مدرس «هولدن»: «إن الإنسان الذي يسقط لا يسمح له أن يحس أو يسمع نفسه وهو يرتطم بالقاع، إنه يواصل السقوط وحسب، إن هذا المصير قد أعد لأولئك الرجال الذين كانوا في إحدى فترات حياتهم يتطلعون إلى شيء ما لا تستطيع بيئتهم أن تمدهم به، أو هم قد ظنوا أن بيئتهم عاجزة عن إعطائهم هذا الشيء». هذا المعلم كتب «لهولدن» في النهاية: «إن علامة الرجل الذي ينقصه النضوج أنه يود أن يموت بنبل من أجل قضية ما، بينما علامة الرجل الناضج أنه يود أن يعيش بتواضع من أجل قضية ما»، ومع هذا أكد هولدن «أنه فقد التركيز لهذا لم يستوعب ما قيل». إن هذه الرواية لا تقدم حلولا ناجعة لأحد، ولا كيفية التعامل مع المراهق، بقدر ما هي تخبرك أي سقوط سيحدث لهذا المراهق، إنه سقوط مختلف، ولا يقاس بالأمتار، إنه يقاس بالزمن، سقوط مدته 5 أعوام تقريبا. إنها تريد أن تقول للآباء: أنتم تتألمون، كذلك المراهق يتألم لأنه سقط في هاوية طولها 5 أعوام. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة