وحتى في اليوم الذي يخرج فيه من بيننا المبدعون نتوجس ونتخبط بين الفرح والحزن. فهذا علاء المكتوم، الشاب السعودي الطموح، تخرج حديثا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عمل لمدة 37 يوما لإنتاج وإخراج الفيلم الوثائقي القصير «إرهاب الشوارع»، ومن غير الممكن لمن شاهد الفيلم ألا ينبهر بروعته وجماله على بساطته. لكن المفارقة تكمن في أن هذا الفيلم يحكي فصول مأساة اتخذت من شوارع أرضنا الطيبة مسرحا، فاستنزفت من خيراتها الكثير وأزهقت أرواح المئات من أبنائها. وفي هذا الفيلم المفرح المحزن ينجح علاء في تقريب واقع حوادث المرور للمشاهدين مبتعدا في ذلك عن أسلوب عرض صور الحوادث المؤلمة، إيمانا منه بأنه بات أسلوبا غير مجد، ومنتهجا أسلوب المخاطبة العقلية باستخدام الأرقام والرسوم البيانية المبسطة لحساب توقعات الزيادة في نسبة الوفيات والخسائر المادية التي قد تتكبدها السعودية على مدى السنوات العشر المقبلة. وفي حين أن كل من يشاهد الفيلم يتمنى السلامة لنفسه وللآخرين، إلا أن الحقيقة هي أن تمني السلامة لا يكفي، فنحن نتحدث عن مئات بل آلاف الأرواح الممكن إنقاذها و مليارات الريالات الممكن إعادة توجيهها واستثمارها فيما ينفع البلاد والعباد، كل ذلك في حال بدأت وعلى الفور دراسة تنفيذ المشروع الوطني المقترح من قبل علاء المكتوم. رانية سالمين باجعيفر مكة المكرمة