أكثر من نصف مليون شخص شاهدوا فيلم "إرهاب الشوارع" للمبدع علاء المكتوم والذي قدم فيه تقريراً عن جسامة وخطورة الحوادث المرورية والإصابات التي تخلفها للسعوديين مقارنة بدول العالم وذلك بشكل مبسط ودون تكلف وباستخدام تقنيات إخراجية في متناول المستخدم العادي. إن أبلغ طرق إيصال المعلومة حتى تترسخ في ذهن المتلقي, هي سهولة وبساطة اللغة, ووضوح الفكرة, وقد أجاد علاء المكتوم تقديم وجهة نظره, بوضوح جميل, مستغلاً التقنية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة, وذلك بنشر فيلمه عبر صفحاته الخاصة في اليوتيوب والفيس بوك والتويتر, ليكون بذلك شاهداً حقيقياً على تطور مفاهيم الإعلام الجديد بما يحمله من خصائص تميزه عن وسائل الإعلام التقليدية من ناحية سرعة النشر والقدرة على التفاعل مع الجمهور, متخطياً بذلك قنوات فضائية وشركات إنتاج ووكالات دعاية وإعلان وتسويق كانت ستطالب بدفع مبالغ طائلة لتنفيذ مثل هذا التقرير الذي أعد بمجهود شخصي استغرق 36 يوماً لإنتاج ست دقائق فقط رغم كثافة وحداثة المعلومات المذكورة. ومن مؤشرات نجاح "إرهاب الشوارع" كثافة الزيارات والتي بلغت خلال أسبوع واحد أكثر من 500 ألف زائر بخلاف انتشاره في المجموعات البريدية والفيس بوك ومسنجر البلاك بيري. بهذه الأرقام يحرج علاء المكتوم الكثير من وسائل الإعلام التي تبالغ في رسائلها التوعوية المتكررة غير الجاذبة والتي يكون مصيرها طي النسيان رغم صرف مبالغ كبيرة عليها وبإشراف متخصصين ومستشارين في إدارات الإعلام والعلاقات العامة المنتشرة في جميع القطاعات. نجزم أن لدينا أكثر من "علاء".. من الشباب المبدعين الذين نتفاجأ في ظهورهم دون دعم أو رعاية والذين ينتظرون منا تشجيع واحتواء مواهبهم واكتشاف خبراتهم وتطويرها، وجاء اختيار توقيت بث تقرير "إرهاب الشوراع" مناسباً جداً مع حملة المرور بالعاصمة الرياض وتطبيقها لنظام ساهر المروري الجديد والمنتظر من الإدارة العامة للمرور أن تستخدم مثل هذه الوسائل لتوعية قائدي السيارات من خطورة السرعة. الجميل في الأمر أن أهداف علاء المكتوم لن تتوقف عند "إرهاب الشوارع" حينما ذكر لبرنامج "اليوم الثامن" على شاشة الإخبارية بأنه بصدد تقديم المزيد من الرسائل التوعوية وطرح قضايا تمس المجتمع السعودي في المستقبل القريب ولن تقف عند حوادث المرور فقط.