جرت أمس المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في مدن وقرى الجنوب، وسط سخونة لافتة في مدينة صيدا، حيث وقعت بعض الإشكالات الأمنية المتفرقة، التي تمكنت القوى الأمنية من ضبط تداعياتها بسرعة، دون أن تؤثر على مجريات العملية الاقتراعية، في الوقت نفسه الذي تجري فيه إسرائيل مناورات واسعة للدفاع المدني؛ تحسبا لحرب مفترضة مع لبنان وسورية وقطاع غزة، تستمر أسبوعا. فقد أقفل القلم الانتخابي في مكسر العبد في صيدا بسبب محاولة 30 مسلحا من مناصري التنظيم الشعبي الناصري الذي يرأسه أسامة سعد الدخول بالقوة إلى قلم الاقتراع فمنعتهم القوى الأمنية، وتدخلت فرقة من مغاوير الجيش لضبط الوضع، كما قام أفراد بإلقاء قنبلة صوتية في منطقة القياعة شرقي صيدا، وتمكن الجيش من إلقاء القبض على الفاعلين. وفي هذا الإطار، أكد وزير الداخلية زياد بارود أن «موضوع السلامة العامة موضوع متابعة من الجيش وقوى الأمن لتأمين سلامة الناس والعملية الانتخابية، ونحن في منطقة شهدت عدوانا وقدمت تضحيات كبيرة وأراهن على وعي الأهالي وتداول السلطة في أفضل مناخ. نحن على مسافة واحدة من الجميع وسنعلن تباعا عن مجريات العملية الانتخابية». وأعرب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بعد الإدلاء بصوته عن أمله في أن «تكون نسبة الاقتراع للانتخابات البلدية عالية في مدينة صيدا؛ لأن هذا الأمر هو لمصلحة صيدا» لافتا إلى أن «الانتخابات في مدينة صيدا تسير بشكل هادئ وسليم وهذا يعود للاهتمام الذي يتولاه الجش اللبناني وقوى الأمن الداخلي». من جهتها، شكرت النائب بهية الحريري بعيد الإدلاء بصوتها، الناخب الصيداوي الذي أقبل على الاقترع بكثافة للإدلاء بصوته. من جهته، تساءل مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو عن مغزى الاتهامات التي توجه للدول العربية الشقيقة بين الفينة والفينة وتشكك في أهدافها السياسية؟ وكيف نطالب الدول العربية بأن تمد لنا يد المساعدة عند حدوث الكوارث الحربية والسياسية، ثم نشكك بأهداف الزيارات إلى لبنان؟ هل يريد حزب الله أن نقطع علاقاتنا بأشقائنا العرب وبدول العالم، ونبقي على علاقات واحدة، هي مع إيران فقط؟». وفي سياق منفصل، وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت أمس الأحد، آتيا من دمشق، حيث التقى الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري قبيل مغادرته إلى واشنطن للقيام بزيارة رسمية. كوشنير حمل عددا من الرسائل بخصوص الوضع الحكومي في لبنان ومسار العلاقات اللبنانية السورية، مع التشديد على التزام بلاده دعم القرار 1701 وتفعيل دور الجيش اللبناني وضبط الحدود بين لبنان وسورية لمنع تهريب السلاح إلى حزب الله، كما تناولت مباحثات تطورات الملف النووي الإيراني.