أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، عدة محاولات جادة؛ بهدف البقاء داخل المنطقة المحيرة والممتدة ما بين 6278 إلى 6333 نقطة، ومن أهم هذه المحاولات الافتتاح على ارتفاع، وتثبيت الأسهم القيادية على أسعار معينة، وإفساح المجال للشركات الصغيرة والتي قاربت على التشبع من عمليات البيع والتراجع، لكي تحقق ارتدادا، الهدف منه التخفيف وترتيب المحفظة من جديد، حتى تنقشع أزمة مديونيات اليونان، حيث لم يستطع المحافظة على الارتفاع الذي صاحبه مع بداية الجلسة، نتيجة متابعته وجس نبض الأسواق العالمية، في أغلب الفترات، التي من المقرر ان تستأنف تعاملاتها اليوم. وعلى صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام تعاملاته على تراجع، وبمقدار 44.31 نقطة أو ما يعادل 0.70 في المائة، متوقفا عند مستوى 6271 نقطة، وجاء الإغلاق في المنطقة السلبية على المدى اليومي، حيث من الأفضل أن يتم التخفيف من الكميات بالنسبة إلى المضاربين الذين داخل السوق، أما بالنسبة إلى المضارب الذي ينوي فعليه أن يدخل بشكل تدريجي وبأسعار متفاوتة، فيما يتحتم على المؤشر العام اليوم أن يتداول أعلى من خط 6294 نقطة، إذا ما أراد تجاهل حركة البورصات العالمية، ويحقق ارتدادا للأيام المتبقية من الأسبوع الحالي،وألا يكسر خط 6203 في أسواء الأحوال، مع ملاحظة أن السوق من الصعب التعامل معها في مثل هذه الظروف حيث تعاني من عدم وجود محفزات وهي في مسار هابط، وبحجم سيولة مرتفعة نوعا ما، حيث تجاوزت أمس مستويات 4,2 مليار وكمية تنفيذ عالية أيضا بمقدار 229 مليون سهم، مما يعطي دلالة على أن السوق بحاجة إلى تحريك سهم من الأسهم الثقيلة للاستحواذ على السيولة الزايدة، أو مواصلة الهبوط، وقد ارتفعت أسعار أسهم 55 شركة وتراجعت أسعار أسهم 71 شركة، وافتتحت السوق جلستها اليومية على ارتفاع، وكان تدفق السيولة عاليا نوعا ما؛ نظرا لتركيز المضاربة على الأسهم الصغيرة والخفيفة منها، وذلك يتضح من خلال ارتفاع كمية الأسهم المنفذة مقارنة بالجلسات السابقة، وما زال قطاع البتروكيماويات هو من أكثر القطاعات الضاغطة والمؤثرة على مسار السوق إلى التراجع، وبالذات سهمي كيان وسابك إلى جانب سهم سامبا، وكان من الواضح محاولة بعض الأسهم في الانفصال عن المؤشر العام، فبالرغم من السلبية التي سيطرت على توجهه في أغلب فترات الجلسة، إلا أن هناك شركات خالفت مسارها، مستفيدة من تركيز الهبوط الأخير على الأسهم القيادية سواء من الصف الأول أو الثاني، فلو حققت السوق ارتدادا في اليومين المقبلين، فإنها ما زالت بحاجة إلى تماسك الشركات القيادية، وأن يتم تحريك الأسهم القيادية التي أخذت حقها من الهبوط، قبل تحريك الأسهم القيادية التي ما زالت تعاني من عمليات بيع مكثف.