منذ أسبوعين أو تزيد جرى تفعيل مشروع المراقبة المرورية الآلي «ساهر» الذي انطلق بدون إنذار ولا تمهيد، أي إنه بدأ التطبيق دون توعية مسبقة. وليس لي اعتراض على ذلك؛ لأن الهدف هو الحفاظ على أروح الناس وممتلكاتهم، بعد أن تحولت المملكة إلى درجة متقدمة جدا في نسبة الحوادث المرورية. لقد تلقيت في اليوم الأول مخالفتين للسرعة، في وقت أظن أنني لم استخدم السيارة التي صدرت ضدها المخالفتان المشار إليهما أعلاه. ومع ذلك، لم أتردد في تسديد المخالفتين، ولا الثالثة التي تلتهما بعد يومين. لأنني من مؤيدي الانضباط الذي لن يحققه إلا تطبيق مبدأ «الثواب والعقاب». ويعني ذلك أن يكون هناك عقاب رادع لكل من يخالف مهما كانت مكانته، سنه، ومركزه لأن الأهم من السن والمكانة والمركز هو الحفاظ على أمن الوطن والمواطن. كنت أتمنى أن يكون في كل شارع تتغير فيه السرعة لوحة، كما أن الطرق السريعة متعددة المسارات لها (دوليا) سرعات تتناسب مع هذا المسار وذاك، فهل لدينا هذا النظام؟ لا بد من إيضاح ذلك، كما أن الانتقال من مسار إلى آخر له قواعد وأنظمة لا بد أن توجد قواعدها واضحة لتبين كيفية التعامل معها. وما دام أن النظام قد جرى تفعيله، فإن الواجب تدارك أي ثغرات تعرض قائد المركبة لمخالفة لم يقصدها، وإنما حدثت منه نتيجة عدم وضوح متطلبات الانضباط التي تمنع (أو تحول) دون حدوثها، خاصة من أولئك الذين يحترمون النظام لكنهم يجهلون بعض ضوابط المحافظة عليه. لا شك أن هناك من يدفع الواحد منهم للمخالفة هو الظهور بمظهر المخالف أمام الآخرين تحديا للنظام، أوعدم اهتمام بالقيود المطلوبة لحماية الطريق ومستخدميه من التهور الذي يزهو به بعض الشباب أو المتشببين من الشيوخ، ولن يحمى من ذلك إلا أن يوجد عقاب صارم. لكن بالمقابل، فإن من المفيد أن يكون هناك نظام يثيب من تنصع صفحته في التعامل مع قواعد المرور في أزمان محددة؛ لكي يفتح ذلك المجال لمن يريد أن يبرز التزامه وتقديره للنظام. ولعل في تجارب بعض الدول ما يمكن الإفادة منه في ذلك.. بل إن نظام الثواب يعد موازنا لنظام العقاب حتى يلتزم المتهور بالنظام خوفا من العقاب، في حين أن من يحترم النظام ويتقيد بقواعده يجد في الثواب ما يبرز أمام الآخرين استقامته وسعيه إلى أن يكون حاميا لنفسه ولإخوانه المواطنين من الأخطار. شيء آخر لا بد من الاهتمام به، وهو عدم التهاون في تطبيق النظام، لأن ذلك قد يقود إلى عدم احترام الطريق ومستخدميه ممن تستهوِيه المخالفات، وقد يتحول التهاون إلى هدم للتجربة. ولعلنا في هذا الصدد نشير إلى نظام حزام الأمان الذي جرى تفعيله منذ سنوات عديدة، ولكن لم يحترمه إلا القليلون الذين ينظر إليهم المخالفون على أنهم «متنطعون». فمنذ خمس سنوات تقريبا جرت تجربة رائدة على مستوى المملكة يراقب من خلالها السائقون والركاب ومدى التزامهم بربط حزام الأمان إلى أن وصل الالتزام بذلك إلى ما يقرب من 80 في المائة. لكن تخفيف المراقبة (ثم تركها نهائيا فيما بعد) أرجع النسبة إلى أقل من 10 في المائة، فإن تعرض نظام ساهر بسبب من الأسباب لعدم المراقبة والمتابعة، فسوف تكون النتائج غير مرغوبة، بل ربما قادت إلى تحدٍّ ممن لا يحبون الانضباط ولا يميلون إلى حسن الأداء في الطرقات. مرحبا بنظام ساهر، لكن لا بد من توعية تصاحب التطبيق لكن لا تظلِم ولا تظلَم. وعلى الله التوفيق، وله الشكر على هدايتنا إلى الطريق السوي. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة