أوقعت وحدة الميدان في شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة محافظة جدة بأضخم وكر لصناعة «الشمة المخدرة» في حي السبيل في منطقة البلد وسط المحافظة. وعلمت «عكاظ» أن معلومات أمنية وردت لشعبة التحريات تؤكد تحويل عمال من الجنسية اليمنية لمنزل قديم في الحي إلى معمل متكامل لصناعة الشمة، ما دعا الشرطة لإيفاد فرق بحثية إلى الموقع للتأكد من المعلومات والكشف عن صحة وجود المصنع، إلا أن السرية التي يتخذها العمال حالت دون الكشف عن مصنعهم. وهنا، اضطر رجال الأمن إلى التعامل مع القضية بأسلوب عمل جديد اعتمد على البحث عن أشخاص مشتبه بهم من خارج الحي يحملون أكياسا مشبوهة قد تكون بداخلها مادة الشمة، حيث تواجد رجال وحدة الميدان على مدار الساعة في الحي. وتمكنت إحدى الفرق الأمنية من رصد تحركات مريبة حول منزل شعبي، حيث يتوافد إليه أشخاص من جنسية عربية ويغادرون بعد دقائق محملين بأكياس ثقيلة، ما زاد من حجم الرقابة على المنزل. في هذه الأثناء، أنشأ رجال الأمن نقطة تفتيش في أحد الشوارع القريبة من المنزل، وأوقفوا شخصا خرج منه للتو ويحمل على ظهره كيسا ثقيلا، ليتبين لرجال الأمن أن ما يحمله هو مادة الشمة المخدرة، إذ كان في طريقه إلى أحد الزبائن لبيعها له بحسب اتفاق مسبق معه على حد قول الموقوف. والكشف عن الموقع مكن رجال الأمن من تعزيز تواجدهم تمهيدا لمداهمته بمتابعة مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي الغامدي ومساعده للأمن الجنائي وإشراف مدير البحث الجنائي، فيما قاد المداهمة ميدانيا رئيس وحدة الميدان في جنائية جدة، الذي نشر رجال الأمن حول الموقع، فيما دخله آخرون وضبطوا سبعة أشخاص من جنسية يمنية وهم يصنعون الشمة. وباءت محاولات هرب بعض العمال بالفشل، حيث تبين لرجال الأمن أنهم بلا إقامات نظامية وأنهم دخلوا البلاد تسللا. وكشفت المداهمة أيضا عن قذارة المكان الذي تصنع فيه الشمة، حيث العمال يمشون على مكوناتها بأحذيتهم المتسخة، كما أن الآلة التي تخلط فيها مواد الشمة قذرة، فيما المنزل يعج بالحشرات والرائحة النفاذة التي أكدها لاحقا جيران المنزل لرجال الأمن. وفي شأن متصل، أكد ل «عكاظ» الأخصائي في الأمراض الباطنية الدكتور صلاح باجنيد أن مادة الشمة تعتمد على خلط مكونات متعددة، بعضها يتسبب في سرطان اللثة والفم، مشيرا إلى مواد العطرون والتراب والإسمنت والملح والرماد والحناء والطحين، فضلا عن مواد كيميائية متنوعة تعطي الشمة لونها الأصفر المعروف، محذرا من تناولها كونها تشوه منظر الفم.