أسقطت وحدة الميدان في شعبة التحريات والبحث الجنائي التابعة لشرطة جدة أمس، وكرا لتصنيع الشمة في منطقة البلد إثر ورود معلومات عن نشاطات مشبوهة في حي الهنداوية لوافدين من الجنسية اليمنية. وانتقلت فرق بحثية إلى الموقع فور ورود البلاغ؛ للتثبت من المعلومات الواردة، والتي كشفت عن وجود مصنع للشمة، فيما تواصل العمل الأمني للكشف عن موقع المصنع، واعتمد رجال التحريات على البحث عن مشتبه بهم ليسوا من سكان الحي، يحملون أية بضائع أو عبوات يرجح أن تحتوي على مادة الشمة داخلها، ورابط رجال وحدة الميدان على مدار الساعة في الحي، إلى أن نجحت إحدى الفرق في رصد تحركات مريبة في أحد المنازل الشعبية، حيث رصدت توافد أشخاص من جنسية عربية إليه. أعمال المراقبة للموقع رصدت انبعاث روائح قوية من داخله بمجرد فتح أبوابه، ما دفع رجل أمن من البحث الجنائي إلى تقمص دور زبون من جنسية عربية زعم رغبته في شراء كمية من الشمة أو ما يطلق عليه (نشوق) وطلب معاينة البضاعة قبل دفع الأموال، واصطدم برفض أحد المتواجدين مؤكدا عدم وجود أية بضاعة لديهم، وطلب منه الخروج من المسكن وهو يهدد باللجوء للجهات الأمنية. الزبون الوهمي بدوره كشف عن بعض الأموال في جيبه، وهو يؤكد معرفته بالمنزل وما يوجد داخله، مشيرا إلى أن أمواله حاضرة وما عليهم إلا عرض ما لديهم من بضاعة، الأمر الذي دفع أحد الأشخاص إلى التدخل وهو يطلب من زميله الابتعاد عن الزبون، فيما اقتاده إلى إحدى الغرف ليعرض عليه كميات كبيرة من الشمة الجاهزة وأخرى يجري تحضيرها. رجل الأمن المتنكر طلب كمية معينة من الشمة، بينما أجرى اتصالا هاتفيا ليطلب إحضار سيارة نقل تقف على الطريق الرئيس بهدف تحميل البضاعة، والذي لم يكن سوى إشارة بينه وبين فرق البحث الجنائي، والتي سارعت بدورها إلى دهم الوكر والقبض على خمسة أشخاص كانوا داخله، بمتابعة من مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، وإشراف من مدير البحث الجنائي وقيادة رئيس وحدة الميدان في جنائية جدة، وعززت القوات الأمنية من انتشار رجال الأمن داخل الوكر. وأفاد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد، أن القوات الأمنية أوقفت خمسة متهمين في القضية يحملون الجنسية اليمنية، وجرى تحريز الكميات المضبوطة من الشمة تمهيدا لإتلافها، مضيفا أن المتهمين حولوا غرفة في أحد المنازل الشعبية في حي الهنداوية إلى مستودع لإخفاء وتخزين الشمة تمهيدا لترويجها على المتعاطين. يذكر أن رجال الأمن رصدوا مكونات الشمة المختلفة الموجودة في المسكن وقد وضعت على أرضية المنزل بمقادير معينة قبل أن يتم وضعها في مكينة لخلطها ومن ثم يتم وضعها في أكياس كبيرة، وكان المنزل يعج بالحشرات والرائحة النفاذة، فيما أشار أحد الموقوفين إلى أن تصنيع مادة الشمة الممنوعة تعتمد على خلط عدة مكونات بعضها مضر ويتسبب في سرطان اللثة والفم حيث يتم خلط مادة العطرون، التراب، الأسمنت، الملح، الرماد، الحناء، الطحين، ومواد أخرى متنوعة لمنحها اللون الأصفر.