أكدت وزارة الصحة أن معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم بلغ 21.1 % من عموم سكان المملكة، وأشارت التقارير الصادرة من الوزارة إلى أن 90 95 % من حالات ضغط الدم المرتفع غير معروفة الأسباب، لهذا سميت بحالات ضغط الدم الأساسي أو الابتدائي، أما الحالات المعروفة فأسبابها «الالتهابات المتكررة للكلى أو الجهاز البولي، وجود حصى بالكلى، ضيق الشريان الكلوي، اضطرابات الغدد الصماء، اضطراب هرمونية أو نتيجة استعمال حبوب منع الحمل، أسباب عصبية، ضيق الشريان الأورطي، التهاب الشرايين العقدي المتعدد، الحمل، أمراض النسيج الضام، وأخيرا ارتفاع الكالسيوم في الدم». الحق يقال: أمر مفرح أن تكون النسبة هكذا، فهي أقل من توقعاتي بكثير، فأنا كنت أعتقد العكس وأن 80 % من سكان المملكة مصابون بضغط الدم، أو ما تسميه وزارة الصحة «ضغط الدم غير معروف الأسباب»، والذي يمكن تسميته بضغط الدم «الاختناق المروري، أو مراجعة الوزارات الخدمية، أو انقطاع الماء والكهرباء، أو بسبب السيول على جدة والرياض وباقي المدن». على ذكر السيول وما حدث لنا هذا العام، أعتقد حل المشكلة سهل جدا، فيكفي أن تقر وزارة التعليم مادة السباحة كحل نهائي لهذه المشكلة، ويتم تدريس أبنائنا السباحة بعد أن تم تدريسهم الوطنية، لأننا اكتشفنا أن هناك ضعفا بالوطنية. أعود للأسباب الكثيرة التي تسبب «ضغط الدم غير معروف الأسباب»، تخيل أن تصدم بسيارتك شجرة، سيتم تغريمك خمسة آلاف ريال أو ستعرض نفسك للمساءلة القانوية. فيما لو حدث العكس، أي سقطت الشجرة على سيارتك، يقول المدير العام للعلاقات العامة في أمانة الشرقية حسين البلوشي: «أما فيما يخص تعويض المواطن عن الأضرار الناتجة عن سقوط الأشجار على السيارات بفعل الريح الشديدة، فاللوائح والأنظمة الصادرة من وزارة البلديات لا تنص على تعويض المتضرر في مثل هذه الأمور». وأظن وزارة البلديات تضعها تحت مسمى «القدر»، وبما أن المواطن عليه أن يؤمن بالقدر خيره وشره، فعليه ألا يطالب البلدية أو الشركة المتكفلة بالصيانة بالتعويض، الغريب أنهم لا يعاملون الشجرة كالمواطن، وأن عليها تقبل قدرها. وهذه القصة ليست متخيلة، بل آخر حالة ضغط دم حصلت لمواطن في الشرقية لم تسجل تحت مسمى «حالة ضغط غير معروفة الأسباب». ويبقى السؤال الأهم: من يعمل في هذه الدوائر الحكومية، أليس نحن؟ وهذا سؤال يمكن تحميله مسؤولية رفع الضغط أيضا، لأنه لا يترك المواطن يتمتع بدور البريء. [email protected]