محمد بن همام العبد الله، اسم عندما يحضر يتأكد المتابع أن هناك جدلا ما سيحدث، انتهى المسلسل الآسيوي بانتصاره بعد سجال شرس، وأشيع أخيرا أنه ينوي ترشيح نفسه للاتحاد الدولي، بينما نفى ذلك عبر «عكاظ»، يأمل بن همام أن تسانده الدول في تطبيق رؤيته الآسيوية، ويرفض أن تكون زيادة عدد الأندية فقط لتطبيق المعايير، وأن تكون عالة فنية ومالية وأمور عديدة كشفها في حواره ل «عكاظ»: • لماذا رشحت نفسك لانتخابات الاتحاد العربي، وهو الاتحاد الذي لم يعترف به الفيفا، وأنت رئيسا للاتحاد الآسيوي؟ الاتحاد العربي يكفي أنه يمثل العرب، ولو نتفق أن الاتحاد العربي غير ممثل دوليا، لكنه بالنسبة ل 22 دولة عربية هو الأساس وهو المحك، ولذلك الاتحاد العربي تحاد مهم جدا خصوصا ل 350 مليون عربي، أما لماذا رشحت نفسي فأعتقد طبعا أنها نوع من ممارسة الديمقراطية التي نؤمن بها جميعا، وأولنا الأمير سلطان بن فهد، وهذا حق مشروع للجميع، وأتمنى أن هذا الموضوع لا يؤخذ على أنه شيء شخصي بيني وبين الأمير سلطان، فهو أكبر من أن يفكر في ذلك، لكني مقتنع الآن وفي السابق وفي المستقبل وجميع زملائي، أن الأمير سلطان هو الشخص المناسب لرئاسة الاتحاد العربي، وأبارك له وأضع نفسي في خدمة الاتحاد العربي. لا للمقايضة • مازال محمد بن همام مثيرا للجدل بشأن ترشحك للاتحاد الدولي، وأثير أخيرا أنك تنوي مقايضة استضافة قطر لكأس العالم مقابل انسحابك من الترشيح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»؟ أولا ذكرت أني مثير للجدل ولا أعلم لماذا أنا مثير للجدل؟ ولا أرى أني كذلك، الشخص إذا حاول أن يمارس حقا من حقوقه بطريقة ديمقراطية، أعتقد أنه أمر مشروع، يجب أن يشجع عليه، الأمر الثاني أنا لم أرشح نفسي لانتخابات الاتحاد الدولي، ولم أعلن ترشحي لذلك في أي وقت، ربما هي توقعات من العامة ولكنني وإلى الآن لم أنو، ولن يكون هناك أي صفقة بيني وبين بلاتر في موضوع كأس العالم في الفيفا، فهذا كلام غير صحيح ومن جهتي أنفيه تماما وأنا أساسا لم أكن مرشحا وهذا أقل ما أستطيع قوله. تصفية النفوس • ماذا عن استضافة كأس العالم، وزيارة بلاتر لقطر، هل تطرقتكم للحديث عن المقايضة؟ لم نتطرق لهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ولكننا اتفقنا على تصفية النفوس، واتفقنا على أن نفتح صفحة جديدة هذا كل ما حدث. منافسة شريفة • جاهدت في آخر الانتخابات وكنت تعبا من ذلك، بدليل أن ذلك بدى واضحا على ملامحك عند احتفالك بيوم مولدك الذي صادف يوم الانتخابات، وقيل أيضا إنك غضبت كثيرا بسبب الفارق الضئيل في التصويت؟ الحياة بشكل عام متعبة، والتحديات كانت كبيرة في مسيرة حياتي، والانتخابات في نهاية الأمر هي نوع من المنافسة الشريفة، وكوني رئيس اتحاد آسيوي أعيش المنافسة بشكل يومي، فدائما الفرق تتعب وتتجهز، وتنفق الأموال الطائلة، في سبيل الفوز ببطولة، والجمهور يسعد عند مشاهدة الكرة، ولكن قوة المنافسة في نهاية الأمر لا تسمح إلا لمنتصر واحد، وهذه المنافسة تعد منافسة شريفة. الحكم بالتكنولوجيا • الاتحاد الآسيوي مثار جدل في الفترة الأخيرة من لجنة حكامها، ولجان أخرى، خاصة بعد خروج الأمير سلطان بتصريح اتهم فيه الحكام بالتسبب في إخراج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم؟ الحكام سيكونون مثارا للجدل سواء كانوا في الاتحاد الآسيوي أو في غيره، فأنا متأكد أن الحكام مثار جدل في الدوري السعودي والاتحاد العربي ومثار جدل في الاتحاد الدولي والآسيوي، هم يحكمون على الحكام بواسطة التكنولوجيا، الحكم له عين مجردة وقد يغمض عينه في لحظة ويحصل الخطأ في ذلك الوقت، ولا يستطيع أن يؤخر القرار، بينما من ينتقد الحكام يرون أخطاء الحكام بعشرات الكاميرات، حين إعادتها أكثر من مرة بالحركة البطيئة وحتى عندما يقومون بإعادتها قد يغفلوا في كونه خطأ أولا، الخلاصة أن العامة يحكم على البشر بالتكنولوجيا وهذا خطأ كبير، وأعتقد إن طبقت التكنولوجيا في التحكيم مستقبلا سيكون عدم الرضا من الحكام سيكون قاعدة وليس استثناء من التحكيم في الاتحاد الآسيوي، وكل ما أستطيع قوله إننا في الاتحاد الآسيوي نحاول تطويره وهذا بالفعل قد حدث، من ناحية توفير له كل سبل النجاح من دورات واحتكاك وتأهيلهم للبطولات، فهؤلاء بشر والبشر في جميع الأحوال معرضين للخطأ والصواب ليس فقط في إدارة مباراة، لكن فيما يخص نفسه الإنسان قد يصيب وقد يخطئ حتى في نفسه والبشر من طبيعتهم الخطأ. معايير ثابتة • هناك شكوى دائمة من ملاعب إيران ومن الجماهير هناك خصوصا للأندية الخليجية، وتحديدا السعودية، لم يحرك الاتحاد الآسيوي ساكنا؟ لا أبدا نتحرك، والملاعب في إيران تتطور بناء على معايير الاتحاد الآسيوي، وهناك ملاعب رفضت ومنع إقامة أي مباراة فيها، وهناك مدن رفضت وسبق أن طبقنا عقوبات على الأندية الإيرانية، ومنعت من اللعب في المدن التي تنتمي لها، وأجبرناها اللعب في ملاعب أخرى، فمعايير الاتحاد الآسيوي معايير ثابتة ولا يتلاعب فيها. لا زيادة في الأندية • ماذا عن زيادة عدد الأندية؟ الأندية ستظل 32 فريقا في الدوري الآسيوي. مطلب الجودة • وزيادة عدد الأندية للدول كمعيار لتطبيق نظام الاحتراف؟ نحن أيضا نطلب الجودة، فقط كون الاتحاد الآسيوي يرغب أن يشاهد موسما طويلا وموسما يمتد إلى ثمانية أو تسعة أشهر، وأن يلعب اللاعبون على الأقل ما يعادل 34 مباراة هذا أمل لنا، ولكن في نفس الوقت نتمنى أن الأندية التي ستضاف للدوري أن يكون إضافة فنية ومادية للدوري الذي يلعب فيه، والآن عندما نتحدث عن دوري محترف للشركات، فالأمر لم يعد بيد الاتحادات المحلية أن ترفع الأندية إلى 18 أو إلى20 ناديا، يجب أن يكون هناك مستثمرين جادين يريدون إنشاء وبناء فريق كرة قدم، فالكرة ليست في ملعب الاتحاد المحلي بقدر ما هي في ملعب المستثمرين، فإذا لم يتقدم مستثمرون جدد لإنشاء أندية جديدة، فإننا لا نشجع الاتحاد المحلي فقط لتطبيق المعيار، أن يقدم أي فريق قد يكون عاله على الدوري المحترف وبالتالي لن يضيف أي جديد. خطوات جادة • كيف ترى خطوات المملكة في دوري المحترفين خصوصا بعد تطبيق دوري زين لأول سنة؟ الحق يقال إن الخطوات في المملكة خطوات جادة، وهي في سباق مع الزمن فوق العادة للوصول إلى المثالية في كرة القدم، سواء كانت مع معايير الاتحاد الآسيوي، أو مع المعايير الدولية المطبقة في الدوريات الأوروبية، وأنا فخور وسعيد جدا بالتطور الحادث في دوري المحترفين السعودي. نتائج التراخي • هل ترى أن هناك تراجعا في المستوى الفني لدول الخليج والدول العربية في آسيا، فلا توجد أي دولة عربية من آسيا في كأس العالم؟ أرى أن السبب يعود ولو أمكنني استخدام هذا التعبير إلى «التراخي»، فغرب آسيا في فترة من الفترات كانت هي الرائدة والمتفوقة كرويا، وقد تكون الدول خارج غرب آسيا تقدموا على دول الغرب، فهم اجتهدوا وكان الغرب مطمئن على مستواهم، ولكن هذه هي كرة القدم وهذه المنافسة الشريفة التي يطلبها المتابعون، وأن يحاولوا التفوق على أنفسهم وعلى أقرانهم لتقديم الأفضل للجمهور، وأتصور تفوق شرق آسيا اليوم سيقابله عمل دءوب لدول غرب آسيا. حاجة الدروس • هل كان غرب آسيا يحتاج لهذه الكبوة ليعودوا من جديد؟ في بعض الأوقات نعم يحتاج البعض إلى درس حتى يطوروا في أنفسهم ويحسنوا في أدائهم. مشروع المستقبل • الخطط المستقبلية لمحمد بن همام في الاتحاد الآسيوي، وماذا ترتب لأول سنة بعد انتخابك مرة أخرى لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟ وماذا ستقدم لآسيا؟ عندما توليت رئاسة الاتحاد الآسيوي وضعت مشروعي وهو الرؤيا الآسيوية لتطوير الكرة في آسيا، وهذا مشروع قد يحتاج 25 إلى 30 سنة، وهو مشروع مكتوب حتى في المستقبل، عندما لا أكون رئيس الاتحاد الآسيوي، من سيأتي بعدي سيستطيع إكمال ما هو موجود، ومشروعي يعتني بالكرة الهاوية والكرة المحترفة، ويعتني ببناء الموارد البشرية والمالية، ويعتني بالقاعدة في كل شيء بالنسبة للاعب والناشئ، وقاعدة النادي في القرى والأرياف والمناطق البعيدة، والقاعدة بالنسبة للمدرب وأجيال من الحكام والإداريين وهذا مشروعي في الرؤيا الآسيوية والذي نعمل به حاليا. مشاركة جماعية • أنت تقدم الرؤيا الآسيوية، ماذا تطلب من دول آسيا؟ ما أتمناه منهم مشاركتنا جميعا في وضع الخطة التي يجب أن نسير عليها، وبعد وضع الخطة نأمل من الجميع تطبيقها والتنفيذ ولا يتوقع أحد أن نتفق على خطة عمل موحدة أن يحاول أن يجد لنفسه استثناء. دور فعال • ماذا عن كرة القدم النسائية في آسيا؟ هناك بطولات كرة القدم النسائية، كذلك الحكام نساء، والمراقبات نساء والإداريات نساء، وفي طبيعة الحال اللاعبات نساء، وندفع اليوم أكثر وأكثر أن يكون المدرب امرأة، لأن الحكم قمنا بتغطيته، حيث يتوفر لدينا حوالي 50 حكما نسائيا على مستوى الاتحاد الآسيوي، ولدينا أيضا مراقبي مباريات من النساء، كذلك أصبحت المرأة تحكم بعض المسابقات للرجال، في درجتي الناشئين والشباب، كما دخلت المرأة أيضا في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي. • ماذا يريد محمد بن همام أخيرا مع التمسك أنك شخص دائما مثيرا للجدل؟ أنا مؤمن أنني حينما أستلم منصبا فلا بد أن أعطي هذا المنصب حقه، لأني أنا من سعيت له، حتى لو أنني في بعض الأوقات أرى أن هناك أشخاصا يدعمون ويشجعون لكن القرار الأخير يبقى لي.