أكد مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني أن أمن الحرم المديني يمثل أولوية قصوى وهو مستتب بشكل تام عبر منظومة أمنية محكمة تعززها 585 كاميرا أمنية تلتقط الحركة على مدار الساعة. وأوضح اللواء السرحاني في حوار مع «عكاظ» أن الاجتماع الذي ضم أفرع الأمن العام في المدينة عقد من أجل تحقيق تكاملية العمل الأمني ومواجهة المشكلة المرورية. وأبان مدير عام شرطة منطقة المدينةالمنورة أن المنطقة ليست الأولى في نسبة الحوادث وإنما لديها ارتفاع في الحوادث بسبب رعونة سائقي المدينة، «لذا أعددنا خططا مرورية تستهدف السائقين المتهورين لضبطهم»، إلى تفاصيل الحوار: • عقدتم قبل عدة أيام اجتماعا مع مديري أفرع الأمن العام في المدينةالمنورة، ماهو الهدف من هذا الاجتماع؟. هذا الاجتماع جاء بناء على توجيهات مدير الأمن العام، وذلك انطلاقا من مسؤولية أمنية مشتركة، ومشكلة مرورية يومية يعانيها الجميع ونسعى بذلك نحو تحقيق هدف واحد، وهو تكامل عمل المنظومة الأمنية بمفهومها الشامل. • وإلى ماذا توصلتم؟ جرى الاتفاق على عقد اجتماعات دورية من قبل تلك الإدارات، وذلك بهدف تفعيل منسوبيهم للحملات التوعوية وتوجيههم حيال دورهم المطلوب منهم وترسيخ مفهوم المسمى الرفيع الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وهو أن يكون المواطن رجل الأمن الأول بالإضافة إلى تفعيل الجانب التوعوي، وذلك من خلال عمل الوسائل التي تسهم في إيصال الرسائل لأكبر شريحة من المجتمع وبالذات الشرائح المستهدفة والاستفادة من التواصل مع وسائل الإعلام. • هل عقد هذا الاجتماع له علاقة بأن المدينة سجلت النسبة الأولى في ارتفاع الحوادث على مستوى المملكة؟ أبدا كما قلت سابقا من أجل الحفاظ على السلامة المرورية، أما بالنسبة لارتفاع نسبة الحوادث في المنطقة، فأود القول بأن المدينة لم تسجل النسبة الأولى على مستوى المملكة ولكن هناك ارتفاعا في نسبة الحوادث، فبعد التأكد من الأسباب وجدنا أن وراءها رعونة بعض السائقين وعدم التزامهم بالأنظمة المرورية للأسف الشديد وبالتالي سيتم إعداد الخطط المرورية التي تم الاتفاق عليها والتي تهدف إلى ضبط هؤلاء السائقين وتوعيتهم حتى لا نرى المزيد من الفواجع. • هناك من يشكك في درجة الحماية الأمنية للمسجد النبوي بشكل عام وأئمة المسجد بشكل خاص بعد واقعة المريض النفسي الذي اتهم بمحاولة الاعتداء على الشيخ البدير؟ نحن واثقون بعد الله بعملنا وخططنا الأمنية ونعمل والحمد لله على مدار الساعة لتحقيق الأمن في هذه البقعة الطاهرة بمفهومه الشامل بالعدد اللازم من القوة البشرية المدربة، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الحديثة التي تساندنا على القيام بواجبنا، ومن لديه شك في ذلك كما جاء في سؤالك فندعوه إلى زيارة المسجد النبوي وأن ينعم بالصلاة فيه ويشاهد بأم عينه درجة الأمن والحماية وهناك 585 كاميرا لحفظ الحالة الأمنية في المسجد النبوي. • حدثنا عن برنامج سلامتي الذي دشنتموه أخيرا وإلى ماذا يهدف؟ البرنامج يهدف إلى رفع الشعور بالمسؤولية تجاه الأمن والسلامة وتفعيل العلاقة بين رجل الأمن والمواطن والمقيم والعمل على الحد من المخالفات المرورية المؤثرة على السلامة المرورية، إضافة إلى التعريف بمشروع رصد المخالفات وإدارة الحركة المرورية آليا «ساهر» والبرنامج سينفذ على أربع مراحل. • إلى أي مدى وصلتم في مكافحة الجريمة، خاصة في الأحياء التي تعتبر مرتعا خصبا لها؟ لا توجد أحياء تشكل مرتعا خصبا للجرائم، خاصة أن هناك جهات مختصة لرصد عددها وتصنيفها نوعيا وقياس معدلات ارتفاعها وانخفاضها وانتشارها وتمركزها، بالإضافة لوجود مختصين يحددون طرق وأساليب معالجتها سواء كانت وقائية أو مباشرة أثناء وقوع الجريمة أو بعدها. • ألا تتفق مع القائلين إن حوادث العمالة الوافدة في ازدياد؟ لا لم يصل الأمر إلى أن يكون ظاهرة واتساع الاعتماد على العمالة الوافدة من كافة الجنسيات تطلبه تسارع العجلة التنموية، ووقوع الجرائم تحدث منهم ومن غيرهم وكلها تحت المراقبة والسيطرة وليست بهذا الحجم الذي يحكى عنه. • سجلتم عددا من النجاحات الأمنية في الفترة الماضية مثل قضية جنيدي وعدد من القضايا الجنائية المهمة إلى ماذا ترد ذلك؟ أولا إلى توفيق الله، ولله الحمد ثم للإمكانيات التي وضعتها الدولة ثم إلى جهود رجال الشرطة بكافة مواقعهم، سواء في البحث والتحري الجنائي أو لمراكز الشرط وأيضا بالدعم اللامحدود من أمير المنطقة الذي بتكريمه لمنسوبي الشرطة في كل نجاح أصبح حافزا لهم لبذل المزيد ثم لحرص منسوبي الشرطة على الحفاظ على الأمن في طيبة الطيبة ووأد الجريمة في مهدها وتتبع كل من وراءها لحفظ الأمن. • تجمعات العمالة التي تحتج على عدم تسلم رواتبها أو تأخرها من قبل الشركات التي يعملون بها كثرت في المدينةالمنورة ورصدت من قبل الإعلام، لماذا لاتضعون حلولا مع الشركات لضمان عدم تكررها؟ أولا نحن ليس مهمتنا التدخل في هذه المشاكل التي تحدث بين هذه العمالة ومكفوليها أو الشركات التي يعملون بها، فهناك جهة مختصة تبحث ذلك نحن دورنا الحفاظ على الأمن وإذا كان هناك تجمع غير مصرح به نقوم بتفريقه ونحث المجتمعين على المطالبة بحقوقهم عبر القنوات الرسمية عبر من يمثلهم من بني جلدتهم من أجل سماع مطالبهم وأسبابها وتوصيلها للجهة المختصة. • ما هو دوركم في شرطة المدينة للكشف عن المشبوهين أمنيا أو المطلوبين للجهات الأمنية؟ دورنا تحدده عدة ظروف وحيثيات كل عملية وما يصاحبها من معطيات، ففي بعض الأحيان يكون أساسيا محوريا أو تكامليا إسناديا في أحيان أخرى، حيث يتم التنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى في سبيل الكشف أو القبض على المطلوبين أمنيا وفقا لمنظومة العمل الأمني. • يتهمكم البعض بأن هناك تهاونا أمنيا في قضية المشاجرات التي تحدث بين الشباب في عدد من أحياء المدينة والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة، بماذا تردون على ذلك؟ أولا ليس هناك صحة لتفاقم هذه المشاكل بين الشباب، ثانيا شرطة المدينة تحتوي هذه المشاكل إن حدثت وبالشكل المناسب والرادع وتحول كل من يتسبب بها إلى الجهات المختصة لينال عقابه ثالثا أتمنى من الشباب أن يستثمروا أوقاتهم بما يفيد في ظل الإمكانيات المتاحة خاصة بعد قيام أمانة المدينة بافتتاح العديد من حدائق وملاعب الشباب المجهزة بما يجعلهم يقضون أوقاتا مفيدة، كما نتمنى أن يتعاون معنا أولياء أمورهم للحد من الظواهر السلبية التي لا تفيد المجتمع. • كيف تتعاملون مع قضايا العنف الأسري خاصة فيما بين الأقرباء وهل اتخذتم إجراءات في ذلك وماهي سبل تعاونكم مع حقوق الإنسان في هذا الشأن؟ قضايا العنف الأسري إن وردت لمراكز الشرطة يتم التعامل معها وفق الإجراءات المنظمة في ذلك وبالتعاون مع لجنة الحماية الاجتماعية وجمعية حقوق الإنسان، والشرطة خير معين في ذلك واستطعنا ولله الحمد معالجة كثير من القضايا. • إلى ماذا هدفتم من وراء تدوير رؤساء مراكز الشرطة ومديري التحقيق الذي تم أخيرا؟ التدوير شيء طبيعي، ولم يحدث من أجل فشل فلان أو غيره بل لتجديد العمل والاستفادة من الخبرات، والتغيير في المكان والزمان بين فترة وأخرى يحفز ضابط الأمن ويجعله يبعد عن الروتين والنمطية. • هناك من يرى أنه يوجد تضارب في المسؤولية بينكم وبين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشير إلى أن هناك ازدواجية في العمل بينكما كيف ترد؟ شرطة المدينةالمنورة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينهما تنسيق وتعاون، فكلانا يعمل للصالح العام وضبط الأمن في حدود صلاحية كل جهاز، وبالتالي لايوجد ازدواجية ولا تضارب بل كل ينفذ مهماته المطلوبة منه وفق الصلاحية المحددة والعلاقة تكاملية. • نشر المرصد الحضري في المدينةالمنورة أخيرا ارتفاع جرائم الأحداث كيف تعاملتم مع هذا الارتفاع؟ جرائم الأحداث نتعامل معها وفق الإجراءات المنظمة لذلك، ولدينا برامجنا التي تحد من ذلك مع أملنا في تعاون الجميع للحد منها من خلال التوعية والتنسيق، فهم شريحة مهمة في المجتمع ولها علينا واجب كبير، فالشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل والمسؤولية على الجميع للحفاظ عليهم وإبعادهم عن الجريمة ومسبباتها.