حبس المارة والعابرون في محيط مركز تسوق وسط حي النسيم في العاصمة الرياض أنفاسهم في ذلك المساء، عندما انقض رجل في الثلاثين من عمره على آخر مسددا إليه طعنات عنيفة أسقطته أرضا وسط بركة من الدماء الساخنة. أفاق المارة من الصدمة والدهشة وسارعوا إلى الرجل الذي كان يغالب الموت من أثر الطعنات ليتم نقله إلى مشفى قريب، حيث لفظ أنفاسه بعد دقائق من الوصول، ولم يمنع الحادث المباغت العابرين وشهود العيان من رسم أوصاف القاتل الهارب وزودوا بها السلطات الأمنية التي نجحت في وقت قصير من ضبط المتهم الفار. الواقعة المأساوية التي رسمت الرعب والذهول، البارحة الأولى، في نفوس متسوقي المركز التجاري وسط الحي الشهير تكشفت حقائقها أخيرا، بعد ضبط وإسقاط الجاني الهارب، إذ تبين أن القتيل رئيس سابق للقاتل في جهة عمله، وقاد الخلاف المرؤوس إلى ترصد خصمه مع سبق الإصرار والإجهاز عليه بآلة حديدية حادة وسط المارة في شارع عام. أوضحت شرطة الرياض في بيان أمس، أنها نجحت في الوصول إلى القاتل الهارب بعد تلقى غرفة عمليات دوريات الأمن بلاغا عن الاعتداء، فتحركت فرق مختصة إلى مسرح الجريمة ونقلت الجريح إلى المستشفى، غير أنه فارق الحياة بعد دقائق. عقب ذلك بدأت سلطات الأمن في ملاحقة المتهم استنادا على ملامحه من واقع أقوال شهود العيان، وتوزعت الفرق المختصة في كل المواقع المحتملة ومنها الشارع الذي سلكه الجاني، ولما لم يمض وقت طويل من الجريمة تمكنت إحدى الفرق من رصد القاتل والسيطرة عليه قريبا من موقع الجريمة. طبقا لشهود الحادث فان الجاني ترصد خصمه في الشارع العام عند هبوطه من سيارته فبادره بعدة طعنات من آلة حادة أسقطته أرضا أمام مرأى المارة، ثم ولى هاربا حتى قبضت عليه فرقة دورية، وبتفتيش مسرح الجريمة عثرت الشرطة على أداة القتل، حيث حاول المتهم إخفاءها داخل حاوية قمامة. وفي وقت لاحق أدلى القاتل باعترافات تفصيلية عن جريمته وعزا فعلته إلى خلاف مع خصمه الذي كان يرأسه في وقت سابق.