عندما تنهار طبقة هي الوسطى بالكامل في مهزلة الأسهم الشهيرة بل مجزرة الهوامير الدامية، والكل يكتفي بالفرجة وتقديم التعازي، وربما الشماتة تنهار بيوت وأسر ومعها القيم يصبح المال هدفا أولا، وتلحق الأمثال ببقية القرابين التي ذهبت ثمنا لبورصة آسنة بالفساد والسلبية، والتخبط، ولهذا لا استغرب ما أقرؤه في مجلة رؤى من عروض المليونيرات الباحثات عن أزواج ليس لأن الحاجة أم الاختراع كمبرر بل والإثارة وفلاشات الإعلام أحيانا، فهي لعبة جميلة لكل الأطراف. لسوء الحظ لم أتابع سجال الرائعين خلف الحربي وعبده خال حول الأولى التي استثارت فيهما كوامن محبوسة في أعماقهما حركها عرض المليونيرة الأولى، ولعل المال لم يكن السبب الرئيس للدخول في اللعبة، فهما نجمان تتمناهما آلاف النساء والدليل المليونيرة الثانية التي تحلم متواضعة بمن لديه بعض من ثقافة عبده خال. ما أغواني صدقا بدخول هذه اللعبة أن الثانية أرادته خمسينيا وربما يقلل هذا من دائرة المنافسين ويسهل المهمة، وتبقى خطورة النجمين الحربي وخال قائمة لو انقلبا على العرض الأول، واتجها إلى الراغبة بالخمسيني المثقف، بل وكأنني أراهما يتقافزان فرحا، وكل منهما يمني النفس بقرب الفرج وتحقيق المراد، لكن ومن باب الأمانة أجد لزاما عليَّ أن انبهها لإعادة النظر، فقد تجد فيهما من العيوب ما يجعلها تعيد حساباتها ليس حسدا لاسمح الله إنما من باب وجوب مناصحة المؤمن للمؤمن. هذه الظاهرة اللافتة لها مدلولات اجتماعية في مجتمع قلت فيه الثقة وزاد انعدام المسؤولية، وبالتالي تضاعفت العنوسة وتباعدت مساحة الانسجام، تراجعت أعداد القادرين على التعدد، إما لقلة المال أو قلة الشجاعة.. حتى أصبح الفارق بين رجال الأمس ورجال اليوم كالفارق بين بودي سيارات 2000 وما قبلها و2010. أعود للراغبة بالخمسيني المثقف، فأقول ما كل ما يلمع ذهبا، فكثير من هؤلاء آخر ما يفلح فيه أن يكون زوجا جيدا، وأعني المثقف تحديدا، وكلما زادت ثقافته ازداد تعقيدا لا رومانسية وهروبا لا قربا ومللا لا انسجاما، لأن مزاجيته تحكم تصرفاته، ويأخذ أكثر مما يعطي، لأنه يتصور نفسه هارون الرشيد. وحتى لا يفهمني النجمان الحربي وخال بشكل خاطئ لا سمح الله، أقول إنني أخشى عليهما عواقب هذه الشجاعة المتهورة فقط، وصحتهما لا تحتمل ذلك، ونحن بأمس الحاجة لوجودهما بكامل العافية والروقان، أما للمليونيرة فأقول لا تذهبي بعيدا فقد يكون فارسك الخمسيني قريبا، بل وقريب جدا.. إحم إحم وسلامتكم.