يقول أفلاطون - حسبي الله عليه - «لم أستطع أن أميز المرأة... أهي من الحيوانات الداجنة... أم المفترسة»؟! طبعاً نحن «ضد هذا الكلام الفاضي»، إذ إنها في أعيننا «أم وأخت وزوجة»، وبخلاف ذلك نراها أليفة ودودة. وبالنسبة إلى السعوديات فهن الأكثر رقة مقارنة بنظيراتهن من النساء، لأن كريمات الأساس التي يتم وضعها على بشرتهن تتيح لك وضع أصباغ الجزيرة وهمبل وجوتن من «كثرها»، وأيضاً هن الأكثر بياضاً - باستثناء الركب - لذلك لجأن أخيراً إلى «البرونزاج» والأكثر رشاقة، لذلك يلجأن للسيلكون ومشتقاته، والأكثر معرفة بالكومبيوتر، لذلك أصبحت آراؤهن «على كل لسان» وأخيراً أصبحن الأكثر أموالاً، لذلك إعلانات طلب شراء زوج للمليونيرات - غير طامع في أموالهن - في طريقها لتصبح ظاهرة. ترى ما الذي سيدفع زوجاً للموافقة على عرض شراء من سيدة لديها سلسلة من العقارات وتملك الملايين، سوى أموالها التي اشترطت ألا تكون له أطماع فيها؟ وما نوعية «زوج الست» الذي سيوافق على أن يكون تحت رحمتها ويأخذ مصروفه منها؟ يقول أحد أبرز الأدباء (موجام)، «لماذا تتزوج النساء الجميلات دائماً رجالاً ليسوا ذوي شأن؟» ويجيب عن ذلك بقوله: «لأن الرجال الأذكياء لا يتزوجون النساء الجميلات... ». فهذه سيدة تخرج وتعلن عن رغبتها في زوج مسيار «خمسيني» غير طامع في أموالها التي تفوق كثيراً سيدة أخرى كانت سبقتها في الإعلان وتمكنت من «تفصيل واحد» يتناسب مع متطلباتها. ترى من الزوج الذي تطمع فيه هذه السيدة، إذا كان من شروطها أن يكون خمسينياً؟ في هذه السن ألا ينبغي أن يكون مهره بضع عبوات «سنافي»؟! يقول «اتيان راي»: «لا تكون النساء أشد حمقاً إلا إذا عمدن إلى التفكير» وينطبق هذا القول فعلاً على ما نشاهده من «فيروس المليونيرات» الذي بدأ ينتشر في الإعلام المقروء وشبكة الإنترنت. ما يحدث مع بناتنا المليونيرات أنهن بحاجة إلى جردة حساب، ولأكون أكثر دقة ينبغي ألا يفسر ما أكتبه على أنني ضد أن تطمح سيدة أو فتاة لمواصفات تضعها في شريك حياتها، فما أتحدث عنه هو الطريقة الاستفزازية لعروض شراء الأزواج التي تعزز الصورة السلبية المأخوذة عن أبناء الخليج العربي عالمياً وآلية إنفاقهم وأماكنها، فهم ينظرون إلينا وكأننا مكائن صرف أو آبار بترول متحركة، قد لا تكون النظرة مؤثرة في هذا الظرف، لكن بما أن الحال تكررت، فذلك يعني أنها في طريقها لأن تتضخم وطبعاً تتطور، وذلك أيضاً يعني أن هناك خللاً ما ينبغي أن تتم معالجته، لكن أين الخلل؟ شخصياً لست خبيراً في علم النفس أو الاجتماع لأقف على حقيقة ما يحدث، لكن من خلال خبرتي المتواضعة في هذا الشأن، أرى أن فجوة كبيرة بين الفتاة أو السيدة وذويها، وهذه الفجوة قد تجد فيها الإنسانة نفسها وحيدة، وعندما تفكر يصبح حديث «رأي» صحيحاً. والأهل بإمكانهم احتواء كثير من أزمات أبنائهم إذا ما كانوا أكثر قرباً، فالخطأ الشائع هنا أن كثيراً من الآباء مشغولون بعملهم نهاراً ومع «الشلة» مساء فيما الأبناء والبنات يقومون بتصريف شؤون حياتهم بحسب ما تمليه عليهم طرق تفكيرهم معدومة الخبرة، أما إذا كان رب الأسرة رجل أعمال فغالباً لا يرى أبناءه إلا في المناسبات، فالصفقات أهم. هذه واحدة من الإشكالات التي توقع الأبناء في مآزق قد لا يتمكنون من الخروج منها إلا بعد أن تحل كارثة أو مصيبة أو حتى موقف محرج قد ينعكس سلباً على أعضاء الأسرة كافة. بخلاف الأهالي أعتقد أن تعزيز دور الأطباء النفسيين وإقحامهم في حياة الأسر من خلال جمعيات ومراكز الأحياء سيخلف أثراً لافتاً على صعيد تجاوز الإشكالات التي تتعرض لها الأسر أو أحد أفرادها، وهذا الدور مغيب لدينا تماماً فيما في الخارج تجدهم يجاهرون به بل ويتنافسون على إعلان أسماء أطباء مشهورين. وقد يكون لأطباء الأسرة الذين لا نعلم حتى الآن ماذا يقدمون قصب السبق في إنعاش هذا الجانب، فالأزمات النفسية لا تقل خطورة عن أمراض مستعصية، ولتأكيد ذلك: من يستطيع أن يفسر قول سيدة تعلن عن امتلاك الملايين وتطلب زوجاً غير طامع في أموالها»؟ [email protected]