بدأت أخيرا الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، والمستهدفون بالحملة هم من سن الولادة حتى سن خمس سنوات من اللقاح الفموي والتي ستنفذها وزارة الصحة ممثلة في الطب الوقائي بالمناطق ولمدة ثلاثة أيام. وحسب إحصائية وزارة الصحة نجحت المملكة بعد الحملات المتتابعة (حملتين في السنة) في اجتثاث فيروس شلل الأطفال من أجواء المملكة. وقد بدأت الاجتماعات لإعلان بدأ شن الحرب على مرض شلل الأطفال في 10/ 10 / 1415ه. وتلك الحملة الميدانية هي تجربة ناجحة تحدث لأول مرة في تاريخ المملكة، أن تقوم فرق لتطعيم الأطفال في منازلهم، حيث كان العاملون في الحملة سعداء وهم يخوضون تلك التجربة برغم بعض المتاعب التي واجهناها لكن تلاشت مع السنوات التالية وأصبح من لم يمر عليه الفريق من أولياء الأمور يسأل عن موعد زيارة منزله، حتى تسلمت المملكة بفخر في 13/2/1428 ه شهادة تقدير من منظمة الصحة العالمية لخلو جو المملكة من فيروس شلل الأطفال منذ العام 1995م، ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا تكثيف البرامج العلاجية وبرامج الرعاية اللاحقة و بالتطبيق المحكم والفاعل لاستراتيجية الوقاية من مرض شلل الأطفال، ومنع ظهور أي حالات جديدة منه أو وفادته من خارج حدود الوطن. وخاصة البلدان التي لا زالت موبوءة بالمرض وذلك حتى إعلان الاستئصال العالمي للمرض إن شاء الله. وأيضا كان لتوقيع المملكة على إعلان الأممالمتحدة للالتزام بالتحصين الشامل للأطفال لأمراض الطفولة ومنها شلل الأطفال في عام 1409 ه الموافق 1989م يمثل الالتزام السياسي للمملكة بتحصينات الأطفال مما شكل دعما كبيرا لاستئصال شلل الأطفال من خلال التغطية المرتفعة بالجرعات الأساسية وتنفيذ الحملات الوطنية والحملات الخليجية بالتطعيم ضد مرض شلل الأطفال مما أدى إلى عدم تسجيل حالات لهذا المرض منذ العام 1995م. جمعة إبراهيم الخياط، باحث ومحلل اجتماعي وصحي مكة المكرمة