غمر الناس إحساس كان وليد معطيات المشهد الراهن في إطار الحراك الملكي على بساط العدل .. وتقصي أسباب التقصير .. مستدعيا حفظه الله صور مأساة جدة ومجسدا لجسامة هذا الخطب .. الذي ولد الفاجعة مع كل تداعياتها وتصاعد نبرة الاقتصاص من كل من هم سبب في هذه الكارثة .. وقد جاءت أوامر خادم الحرمين الشريفين لتضع حدا للتكهنات والظنون والشائعات (حديث المدينة) وقد وفق حفظه الله كعادته في وضع النقاط على الحروف ملبيا لتطلعات الكثيرين .. محققا لرغبات أبناء هذه المدينة .. وضاربا المثل الأعلى في استقصاء وبتر كل أسباب الهدم وخيانة الأمانة .. لأن ذلك يؤدي إلى تبعات لا تحمد عقباها .. ولعل المشهد المؤلم الذي رسمته كارثة سيول جدة .. رغم الإيمان بالقضاء والقدر والكوارث الطبيعية تؤخذ في الحسبان .. فهي غالبا ما تكون خارجة عن إرادة الإنسان وتكسر نطاقه .. ولكن ذلك لا يؤخذ على عواهنه .. فإن بناء المدن وخاصة الكبيرة .. كمدينة جدة تملك عوامل جذب بحكم موقعها. البنى التحتية وعوامل الإهمال والتقصير: كشفت كل التحاليل والدراسات عن وجود أخطاء بشرية في التصاميم وفي هندسة المشاريع وفي خريطة جدة .. والجميع يدرك أن الدواعي الأمنية واعتبارات السلامة تؤخذ في الاعتبار عند تصميم وبناء وتنفيذ المشاريع. السيول ظاهرة يجب أخذ الحيطة لها: وفي كل العالم نجد أن كثافة الأمطار ظاهرة طبيعية وتستمر شهورا وساعات في اليوم الواحد .. ولكن ذلك لا يترك آثارا سلبية لأن تخطيط المدن قد وضع في اعتباره تصريف هذه المياه .. وهو أمر فني بكل أسف تجاوزناه هنا مهملين غير عابئين بالأمطار .. وما ينجم عنها مكتفين بالطرق البدائية والتصرف معها وقتيا .. غافلين عن أن إرادة الأمطار بيد الله وليست بيد البشر. لا أريد أن أخوض كثيرا بهذا الخصوص وإنما أريد أن أركز على هذه الوثبة الكبيرة التى ولدتها الأوامر الملكية وأنها جاءت في وقتها لتكون فتحا جديدا له ما بعده ونقلة موضوعية .. ومطلوب من كل مواطن شريف وأمين على المصلحة العامة أن يتعاون مع الدولة في الإرشاد والتبليغ عن كل ضعاف النفوس من المرتشين وخائني الأمانة .. ومن يعش يشهد عجبا. جولات خالد الفيصل: ما زال خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يوالي جولاته التفقدية دونما كلل أو ملل .. يمتطي صهوة الأمل يمارس حق الثقة في أن القادم واعد .. وأن معطيات الخير كما فاضت في سنوات الطفرة .. إنما إرهاصاتها تلوح في الأفق القريب .. وهو يمثل سمع وبصر القيادة ينهي إليها ما يرى وما يسمع .. بما يرضي الله ويرضي أمانته وضميره .. والحقيقة أن من أهم مظاهر التقدم التى تصور جدية الدولة لمواكبة روح العصر .. هو المصداقية عند المسؤولين وشفافية القوانين والانضباط والجدية والوضوح الكامل لما يصرح به المسؤول .. واحترام الواقع ومشاركة المواطن في الوقوف على الحقيقة بعيدا عن المغالاة والقفز على الواقع .. حتى لا يكذب ذلك الواقع الفعلي لما يذاع من أرقام فلكية .. وكما يقولون «الموية تكذب الغطاس». إن خالد الفيصل يعمل وفق مبدأ سدد وقارب .. يعالج بأسلوب الفورية ما يرى إمكانية الحلول العاجلة معه .. ومشاركته وحراكه بين هذه المحافظات وإنصاته باهتمام لمطالب المواطنين .. وإتاحته لساحة الحرية والحوار .. كل تلك عوامل تجعل من الزيارة محط آمال ورجاء بأن يتحقق ولو هامشا إيجابيا يجعل المواطن يثق في قرارات المسؤول .. وهذه الجولات أكدت إلى حد قريب أن لها جدواها .. وخاصة في تعقب أداء المسؤولين ومحاسبتهم .. إذ إن الوقوف على أرضية الواقع يكشف الأمور ويعريها .. وذلك كاف وحده ليكون مهمازا يحرك المسؤول خشية العقاب ويعين المجتهد ليضاعف من جهده .. إذ لم يعد بمقدور المسؤولين ممارسة ترف الصمت والجمود واجترار الوقت فيما لا طائل من ورائه .. والاسترخاء عند محطة الانتظار للآتي .. بينما الناس يقتاتون الحصرم .. ومهما تكن الأمور فإن من الإسراف في الخطأ أن لا نقر واقعا ملموسا .. وكفى هذه المنطقة حظا أن يكون وإليها وأميرها ممن يشاركون مواطنيهم مشاركة وجدانية .. ليعيشوا معهم في تلاحم قد يفيد في بلورة المشاكل وتلمس الحلول لها .. لا كأولئك الذين يمارسون الإدارة من خلال المكاتب الفارهة ونسمات الهواء العليل من المكيفات. إن خالد الفيصل رجل التنمية والإدارة التى عركها وعركته .. يدرك تماما أن المواطن لم يعد كمواطن الأمس .. بل إنه أي المواطن أصبح لا يرضى بالكفاف .. وإنما يتوق إلى معطيات هذا البلد الخير .. التي أفاء الله به عليها وليكون شريكا في تنمية تنهض إلى الحد الذى يواكب آمال الشعب في أن تصل المملكة وهي قادرة .. بحول الله إلى مكانة متقدمة من خلال ارتفاع الحراك العلمي والثقافي والمجتمعي والمسؤول. وارد الجوهر نجما هوى: سبحان الله الذي بيده مقاليد كل شيء .. كنا يوم الخميس الماضي ضيوفا على مائدة العزيز فقيد الوطن وارد ناصر الجوهر على شرف بندر بن خالد الفيصل .. كان وارد يفيض حيوية ويشتعل حبا وفرحا .. يعمق ويؤصل في قلوب معارفه ومحبيه عمق ونبل معاني الإنسانية الكريمة .. كان وارد يرد كل القلوب ويروي عطشها حبا وإخلاصا .. كان قريبا من كل من يعرفه .. شهما رجلا بمعنى الكلمة .. ضحكاته تسبق يده عندما يصافحك .. حقيقة لقد هالنى الخبر إذ امتدت إليه يد القضاء في أقل من 24 ساعة (أو أكثر قليلا) من الوقت الممتع الذى أمضيناه معه وبالقطع فإنه لم يكن يدرك ولم نكن نحن لندرك أن ما كان يشعه وجهه من بسامات إنما هي وداعية .. وإن لقاءنا معه وبه إنما هو اللقاء الأخير .. رحم الله أبا عبد الله وأسكنه فسيح جناته .. لقد كان مصابه كبيرا وجللا .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة