جاء الأمر الملكي بإحالة المتهمين بكارثة سيول جدة إلى العدالة ليؤكد للذين راهنوا على الوقت ليطوي بالنسيان الكارثة وذيولها أنهم قد خسروا رهانهم، وبقي علينا الآن أن نبرهن لهم أنهم سيخسرون أيضا رهانهم على البيروقراطية في عرقلة سرعة تنفيذ إجراءات المحاسبة وتحقيق العدالة!!. لقد ظن البعض أن دماء جدة التي سالت على مذبح الإهمال والتقصير والفساد وسوء التخطيط وفشل الإدارة ستذهب هدرا، لكن المليك الذي هاله حجم الكارثة وهزت مشاعره آلامها ومسته أحوال ضحاياها، لم يكن ليسمح للنسيان بأن يطوي آلام جدة أو يتجاوز آهات الغارقين في طوفان مشكلاتها الناشئة عن سنوات طويلة من العبث والتخبط وسوء الإدارة والفساد!!. لقد ارتقى البعض على أكتاف المدينة الجريحة وصعد إلى مراتب عليا في عالم الثراء غير المشروع والوجاهة المصطنعة، فجاء أبو متعب ليبعث برسالته الحازمة أن الأمور ستوضع في نصابها، حيث لا صوت يعلو على صوت العدالة، وهي رسالة تتجاوز جدة إلى كل شبر من تراب هذا الوطن الغالي الذي يستحق كل الإخلاص ويستحق أهله كل الوفاء!!. المهم الآن أن نترجم ما تضمنه الأمر الملكي واقعا يؤسس لما نريد أن تكون عليه معايير أدائنا وتعاطينا مع الأخطاء وما نأمل أن يكون عليه أداؤنا في الحاضر والمستقبل مع كل ما يتعلق بتخطيط وتنفيذ وإنجاز المشاريع التنموية وتكامل أداء الأجهزة الحكومية لخدمة الوطن ودفع مسيرته الحضارية نحو مستقبل يرضي طموحاتنا ويلبي رغباتنا لنتبوأ المكانة التي نستحقها بين أمم الأرض بما يتوافق مع ثرائنا التاريخي والحضاري وإمكاناتنا الاقتصادية والإنسانية، وهي بكل تأكيد مكانة لا مكان فيها لفاسد أو متسلق على أكتاف وطنه!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة