يوصي مجلس الشورى بزيادة المكافآت للطلاب والطالبات في الجامعات بناء على مبادرة أحد أعضائه، وقبلها يوصي ذات المجلس بصرف إعانة للعاطلين الشباب وأيضا بمبادرة من أحد أعضائه، وإلى جوارهم يطالب فضيلة الشيخ بالاهتمام بأمور الشباب وقبول اقتراحاته التي تصب في مصلحتهم -كما يقول-، وعلى القناة الفضائية يرى المفكر السعودي أن الشباب بحاجة إلى مشاريع من كل نوع وشكل حتى ينهضوا بأنفسهم، ويسرد بعدها نقاط رؤيته الخاصة. ولكل هؤلاء عظيم وجزيل الشكر، ولكن: أليس لأولئك الشباب الذين تتحدثون نيابة عنهم، ألسنة يتكلمون بها، وعقول يفكرون بها؟ فمن يقرأ أسماء وأعمار المبادرين بمشاريع شبابية يعتقد أن شباب البلد لا يستطيعون تدبر أمرهم بأنفسهم، وأنهم عاجزون حتى على ترتيب فكرة على بعضها وإلصاق كلمتين للتعبير عن وجهة نظرهم وحاجتهم. عانى الشباب من تهميش طيلة سنوات مضت، وكأنهم لا يشكلون الرقم الأكبر في عدد سكان البلاد: تؤخذ آراؤهم ليقال «سمعنا منهم»، ثم لا تجدها حتى في سلة المهملات، ولا أحد يدري أين تذهب؟ وتنظم اللقاءات لتقول الجهات المشاركة إنها تهتم بهم وتشاركهم صنع القرار، ثم تختم الفعاليات ويضيع الكلام ولا يعرف أحد ما هو ذاك القرار. أتذكر جيدا وجوه مشاركين في لقاء عن الشباب استضافته مدينة أبها قبل ثلاثة أعوام: كان الصف الأول عامرا برؤساء الجهات الحكومية ومشايخ قبائل، والصف الثاني بإعلاميين وضيوف اللقاء من وجهاء المجتمع وأساتذة جامعيين، والصف الثالث بنصف مقاعد جلس عليها المنظمون والصحافيون وكل هؤلاء جاءوا ليسمعوا من الشباب، والمضحك أن المنظمين اختصروا حضورهم في فيلم فيديو مصور و(ممنتج بعشرات المقصات) مدته خمس دقائق من الشارع حيث كانوا آخر الليل.. مفارقات تضحك حد البكاء. في مجتمعنا لا يتكلم الشاب لأنه يعرف ألا أذن تسمع له، وإذا تكلم، قال ما قيل له قبل أن يقول، وإذا بادر لا يعتبر له، إلا إذا تحدث باسمه كبير سن. هنا أجزم أن ما يأتي به مجلس الشورى من توصيات لصالح الشباب، كانت تتداول في نقاشاتهم الخجولة قبل سنوات: الفرق أنها صارت مبادرة تستحق الإشادة إذا جاءت من سعادة عضو الشورى، وكلام فارغ إذا تحدث بها ذاك العشريني. أخيرا، دونكم المواقع الإليكترونية للمؤسسات الحكومية في أمريكا وأوروبا: تأملوا كيف صفحاتها الأولى عامرة بصور مواطنيهم الشباب ومبادراتهم، ثم عودوا وابحثوا عن الشاب السعودي: «في نهاية الشارع على الرصيف الأيمن، هذا إن وجدتموه هناك». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة