تجمع العشرات يشجعون الشاب محمد الخطيب من جنين، والذي التقط الميكروفون في شكل مفاجئ، وأخذ يغني لعبد الحليم وأم كلثوم وفضل شاكر، ومن ثم قدم أغنية من تأليفه. كان ذلك في استراحة النسخة الفلسطينية من احتفالات يوم الشباب العالمي، والتي شارك فيها المئات من الشبان والفتيات من مختلف محافظات الضفة الغربية، بما في ذلك القدس العربية المحتلة. وكانت الاحتفالات، التي نظمها «مشروع رواد لتعزيز قدرات الشباب»، عبر متطوعي «شبكة مراكز مصادر التنمية الشبابية» (إحنا فلسطين)، وبتمويل من «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» USAID، انطلقت بكرنفال جاب شوارع رام الله انطلاقاً من «دوار المنارة» الواقع في وسطها، رفع خلالها المشاركون الذي قدر عددهم بالألف، الأعلام الفلسطينية، وسط أجواء من الفرح غمرت المدينة التي احتضن النادي الأرثوذكسي فيها، فعاليات متنوعة تراوحت ما بين الغناء والدبكة الشعبية و «الراب» والرسم وعروض الفيديو والألعاب الرياضية، إحياء ليوم الشباب العالمي، الذي يصادف الثاني عشر من آب (أغسطس)، وتأخر الفلسطينيون أسبوعاً في إحيائه. والمميز في احتفالات هذه السنة، التي هي الثانية من نوعها في يوم الشباب العالمي، تخصيص ركن من مكان استضافة العروض المتنوعة في «النادي الأرثوذكسي» في رام الله، لاستعراض جملة من المبادرات الشبابية التي قدمت في العامين الأخيرين، وبعضها لا يزال مستمراً، ومولتها الوكالة الأميركية، عبر مشروع «رواد» الشبابي. ومن بين هذه المبادرات، مبادرة «رمضانيات» التي تعمل من خلالها مجموعات شبابية فلسطينية على تنظيم إفطارات جماعية، وأمسيات رمضانية في المحافظات كافة، مستهدفة شباباً وأسرهم، ومعتمدة على مواهب اعضائها في تنظيم وإحياء الأمسيات... أما مبادرة «إرادة»، فتأتي في سياق حرص الشباب الفلسطيني على السلامة الصحية للمجتمع في شكل عام، والمرأة الفلسطينية في شكل خاص، عبر العمل على زيادة الوعي لدى الفلسطينيات حول «سرطان الثدي»، من خلال مجموعة من النشاطات التي تهدف إلى توعية المرأة في الريف الفلسطيني حول إمكانية اكتشاف هذا المرض، والشفاء منه. وتقوم مبادرة «حلم من خيوط»، على تطريز ثوب فلسطيني نسائي فلكلوري تجمع خيوطه بين مختلف المحافظات والمناطق الفلسطينية ليتم الخروج بثوب عملاق، على أمل أن يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، كأكبر ثوب في العالم. وفي إطار الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للشعب الفلسطيني، تأتي مبادرة «تراث» التي قامت من خلالها مجموعة من الشبان والفتيات برصد المظاهر التراثية الفلسطينية، من لباس وأوان وخزفيات وسجاد وموسيقى ورقص شعبي ودبكات، وجمع كل ما يمكن جمعه من هذه المكونات التراثية الفلسطينية على اسطوانة ممغنطة، ومن ثم توزيعها على الأفراد والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية. وفي الركن الإعلامي، عرض مخططو ومنظمو ومنفذو الاحتفالات من متطوعي مراكز «إحنا فلسطين»، العديد من أفلام الفيديو المتنوعة، والتي يتحدثون في بعضها عن مبادرات شبابية يقومون بها بأنفسهم، أو يقوم بها غيرهم، أو عن مؤسسات ريادية فلسطينية، في حين لامست أخرى قضايا فلسطينية يومية، وهموماً يعاني منها المواطن الفلسطيني. وتقول حنان دويكات المنسقة الإعلامية ل «نادي جبل النار»، أحد مراكز «إحنا فلسطين»: «في المركز الإعلامي المشترك بين مراكز «إحنا فلسطين» الثلاثة، تم عرض أفلام خاصة لشبان وفتيات تولوا هم كتابة نصوصها وإخراجها ومنتجتها، وهي في مجملها تتحدث عن مبادراتهم الشبابية، إضافة إلى عرض مشاهد فيديو توعوية (سبوتات)»، مشيرة إلى أنه «منذ عرض الأفلام في صباح التاسع عشر من آب (أغسطس)، حيث نحتفل بيوم الشباب العالمي، شهدت العروض إقبالاً كبيراً فاق التوقعات، وبالتالي شكل هذا الاحتفال مساحة مهمة أمام صانعي هذه الأفلام وجميع المشاركين فيها لعرضها أمام الجمهور المحلي، وهذا أمر في غاية الأهمية، اذ يشارك قرابة الألف في هذه الفعالية، إضافة إلى الزوار، وممثلي المؤسسات الإعلامية المحلية، والعربية، والعالمية». من جهته يؤكد سفيان العوري، أحد منسقي الاحتفالية انه «منذ أكثر من شهر ونحن نعمل ساعات طوالاً يومياً للخروج بهذا الاحتفال الذي تأخر اسبوعاً عن الاحتفال العالمي بيوم الشباب في الثاني عشر من آب (أغسطس)... المستفيدون من برنامج تدريب القيادات الشابة، وهم متطوعون، شاركوا بكل حماسة لإنجاح فعاليات الاحتفال بيوم الشباب العالمي بنسخته الفلسطينية... لم تسر الأمور بشكل عشوائي، اذ تم تقسيم المتطوعين المشاركين مجموعات عدة، وخرجنا بالعديد من الفعاليات من بينها ندوة حول المخدرات وأخرى عن البطالة، ومباراة في كرة السلة لذوي الحاجات الخاصة، والعديد من الفرق الفنية قدمت الموسيقى والغناء بشكليه الشرقي والغربي».