اتخذ لص كل الاحتياطات والتدابير المانعة لضبطه وكشف جرائمه، فضرب سياجا من السرية والتكتم على نشاطه، منها إخفاء هويته الحقيقية وتوفير كل معينات المناورة التي تمكنه من التخفي والهروب والانزواء، لكن كل تلك الاحتياطات والتدابير لم تمنع من كشف هويته وسرقاته، عندما نسي بصمته في مسرح جريمته الأخيرة في عمق منزل استهدفه بجريمته. وقائع الجريمة وتفاصيلها بدأت عندما بدأ (عرفات) في مراقبة أحد المساكن في حي الصفا أياما عدة، حيث درس تحركات السكان ومواعيد انصرافهم ونومهم وعددهم، ثم حدد وفقا لذلك ساعة الصفر في التاسعة صباحا، حيث ينصرف جميع أفراد الأسرة إلى أعمالهم ومدارسهم؛ تسلل عرفات إلى المنزل الخالي مسلحا بقفاز في اليدين، متخفيا في نظارة سوداء واسعة، رغم كل هذه التدابير أعمى الطمع اللص عرفات فتخلص من أحد القفازين لتفحص قطعة ذهب، ثم غادر المكان مصحوبا بمبالغ مالية، قطع ذهبية، جهاز لاقط بث فضائي واسطوانتي غاز. عادت الأسرة لتفاجأ بآثار الفوضى والعبث فسارع أصحابه إلى مركز شرطة حي الصفا وتقدموا ببلاغ رسمي عن الواقعة. وفي الحال انتدب المركز خبراء من الأدلة الجنائية والمحققين وتم تطويق مسرح الجريمة ورفع البصمات والدلائل والقرائن ودراسة الآثار ليرصد أحد الخبراء بصمة وحيدة تختلف ملامحها عن بصمات سكان المنزل. إثر ذلك انطلق رجال الأمن إلى المركز وبدأوا في جمع المعلومات عن صاحب البصمة. لم تمر أيام قليلة حتى رصد رجال الأمن، المتهم يتجول في محيط شقق مفروشة وسط حي الصفا ليتم في الحال استيقافه واستجوابه والتحقق من بصماته ومضاهاتها مع الموجودة في مسرح الجريمة، وأثمر ذلك عن تطابق البصمتين ولم يجد المتهم إزاء ذلك غير الاعتراف والإقرار بجريمته وأرشد الأمن عن مكان إخفاء مسروقاته، وكشفت التحريات أن المتهم من الجنسية السودانية ولا يحمل إقامة نظامية تخول له البقاء في البلاد. الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أكد ضبط لص الصفا، وأشار إلى أن التحقيقات متواصلة لكشف علاقته بجرائم سرقة مماثلة في نطاق الحي.