كلما قبلت ابنا أو عزيزا تتشكل على فمي كلمة (أمي)، كل قبلة ود ورحمة تناديك فكيف أنساك؟، أولم يكن أول عهدي بالحياة قبلة منك؟، كل بسمة ولمسة حنان تذكرني بك، فمن قبلك بدأها معي؟، كلما قابلت عبوسا وغلظة ونفورا تخيلت راحة يدك الرطبة الناعمة على وجهي فأنسى وأطمئن. قد تخبو العواطف نحو الموتى وقد ينساهم الناس، وما زلت بعد عشرات السنين أحس فجأة بفراقك فتبتل لحيتي، وأعيش في حجرك وبين نظراتك ويديك وابتساماتك كأنني كنت معك قبل سويعات، فمثل عطفك وصبرك لا يختفي، ومثل صوتك الرقيق لا يغيب. لم استحضار الحزن؟، يسألني بعض من يسمع مني أو يقرأ لي مثل هذا. ليس هذا استحضارا للحزن بل للحب، فبعد أن رماك البعض بتدليلي وكرهت كلامهم جهلا مني ومنهم، أراني اليوم أذكر معاملتك تدليلا كانت أو لم تكن وأعلنها فرحا، فما كان أجمل وقعها على حياتي حتى الآن. وليس هذا سوى افتخاري بأنك أمي وعلمتني مفتاح الحياة السليمة السعيدة وهو اللطف. وليس هذا إلا نداء طفلك الباقي في داخلي ليأنس ولو للحظات عندما يحس بالوحدة. أفتقدك يا أول غطاء ومهد وغذاء وأناديك لأقبل الحياة وأقبل عليها دون أن أحس، ولأحمد ربي على نعمة رضاك عني. أمي الحبيبة. وهم تمني بقاءك، مهما لذ لي، تبتلعه شفقتي عليك من معاناة كثرت أسبابها وأشكالها في دنيانا، وأولا وأخيرا تريحني حكمة مولاي جل جلاله وهو أرحم بك وبموتانا وبنا منا. د. فارس محمد عمر توفيق