في الوقت الذي ينفي قائد حرس الحدود في منطقة نجران العميد عبد الرحمن بن غرامة الشهري تسجيل أية حالات تهريب للمواشي إلى منطقة نجران عبر المناطق الحدودية مع اليمن، قال مواطنون ومتعاملون مع سوق الأغنام إن سوق المواشي في حي أبا السعود (جنوبي نجران) يكتظ بأعداد كبيرة من الأغنام المهربة، التي دخلت نجران دون إجراءات نظامية أو متابعة من الجهات المختصة. وكشف عدد من الباعة في سوق الماشية أن الأغنام والماشية التي في السوق تجلب من المناطق الحدودية اليمنية ومن منطقة جازان وبعض مناطق الشمال الحدودية، وتدخل السوق دون رقابة. وذكر الباعة أن السوق تعاني من عشوائية في التنظيم وتفتقد للخدمات الأساسية وأعمال الرش، مما تسبب في تكاثر البعوض والحشرات الناقلة للمرض، خلافا لافتقادها إلى وجود مراقبين من الجهات ذات الاختصاص للقبض على أصحاب المواشي المريضة والمهربة. ورفض مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي في صحة نجران صالح علي آل ذيبة الإدلاء بأية معلومات أو تسجيل حالة جديدة للمرض في المنطقة، وطالب بالرجوع إلى وزارة الصحة للحصول على المعلومات. وبدورها حاولت «عكاظ» الإتصال بالناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني لكنه لم يرد على اتصالات «عكاظ» المتكررة. وقال ل«عكاظ» مدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران الدكتور يحيى بن محمد آل شويل: إنه وعلى خلفية ظهور حالة مؤكدة لحمى الوادي المتصدع في منطقة نجران، فقد تم عقد اجتماع عاجل مع أمين منطقة نجران المهندس سعد بن فايز الشهري ومدير الشؤون الزراعية المهندس فهد بن سعيد الفرطيش، بشأن الإجراءات الوقائية اللازمة لسلامة المواطن والمقيم، وتمت دراسة وجهات النظر ومراجعة التقارير المعدة من كل جهة حول الأنشطة التي قامت بها، من تاريخ إبلاغنا بالحالة المؤكدة من وزارة الصحة حتى الآن. وأوضح الدكتور آل شويل أنه تم اتخاذ التدابير الأولية واللازمة لمواجهة أية حالة، وتمثلت في التعميم على جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالتعرف على حمى الوادي المتصدع وكيفية التعامل مع كل حالة، كما تم إعداد غرف في جميع مستشفيات المنطقة بكامل تجهيزاتها وتكون غرف عزل لاستقبال أية حالة مشتبه بها، مع تكوين لجان علمية لمتابعة الحالات وعلاجها وعمل الإجراءات الوقائية تجاهها، بالإضافة إلى تكثيف عمليات الرش والمكافحة في أماكن توالد البعوض وأماكن وجود الحالات، من خلال قسم مكافحة نواقل المرض. وإشار إلى أن إدارته باشرت توزيع المنشورات التوعوية على جميع المرافق الصحية والمدارس والإدارات المعنية حول هذا المرض، بالإضافة إلى مراقبة القادمين للبلاد من منفذي الخضراء والوديعة الحدوديين لملاحظة ما إذا كانت هناك حالات مرضية من خلال أطباء المحاجر الصحية، مؤكدا قيام الشؤون الصحية في منطقة نجران بالرفع للوزارة بطلب الدعم. وأكد الدكتور آل شويل أنه ولله الحمد لا توجد وحتى الآن أية حالات مرضية لحمى الوادي المتصدع بشكل قاطع في المنطقة سوى حالة واحدة لمواطن في الأربعينيات من العمر، أثبتت إصابته بالمرض وأعلنت الوزارة إصابته في حينه، وقد اتخذت التدابير اللازمة حيالها وتحسنت حالته وغادر المستشفى في حالة جيدة. بدوره، أبلغ «عكاظ» أمين منطقة نجران المهندس سعد بن فايز الشهري أن أمانة المنطقة باشرت بعض الأعمال الوقائية ومنها؛ تكثيف أعمال الرش على الأحياء السكنية والمسالخ وأسواق المواشي وحاويات النظافة، وفقا لجدول أعد لهذا الغرض داخل المنطقة والقرى التابعة لها، مع تكليف مراقبين صحيين ومساعد بيطري لمتابعة المحال العامة كالمسالخ والملاحم والمطابخ، مؤكدا أن الأمانة تعمل على سرعة التخلص من الحيوانات النافقة بحرقها ودفنها وتكثيف أعمال النظافة على مستوى المنطقة. وقال الأمين إن البلديات الفرعية وجهت بمضاعفة الجهود الخاصة بجمع النفايات والتخلص منها أولا بأول، الرش بالمبيدات الحشرية، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة تحسبا لأي طارئ، ويتابع ذلك من قبل فرق المراقبة لضمان سير العمل على الوجه المطلوب، مؤكدا قيام أمانة نجران بطلب الدعم من الوزارة. ومن جانبه، أكد مدير الشؤون الزراعية في منطقة نجران المهندس فهد بن سعيد الفرطيش أن إدارته باشرت أعمال الرش، وأخذ العينات من بعض الماشية وإرسالها إلى المختبر المركزي في منطقة جازان. وذكر أنه تم تكليف القسم البيطري والأقسام البيطرية في الفروع بعمل مسح بيطري وأخذ عينات من الحيوانات المشتبه بها، لإرسالها إلى المختبرات المختصة لفحصها. وقال المهندس الفرطيش إنه تم وضع خطة طوارئ في حالة انتشار المرض لا سمح الله، كما تم عمل ما يلزم حيال تجهيز جميع المعدات المتوافرة لديهم وحسب الإمكانيات الحالية المتاحة، بالتنسيق مع غرفة عمليات مكافحة حمى الوادي المتصدع في منطقة جازان. وأضاف أنه تم إرسال فريق متكامل صباح أمس لعمل استقصاء شامل عن حالة المريض التي ظهرت أخيرا في المنطقة، وذكر أنه خاطب وكيل المساعد للثروة الحيوانية في الوزارة لتعميد فرق المصائد الحشرية لأخذ عينات عاجلا. وبسؤالنا عن احتياجات مديرية الزراعة في منطقة نجران لمكافحة هذا المرض، قال المهندس الفرطيش إنه بعث خطابا عاجلا للوزارة حول احتياجات إدارته، تضمن طلب عشر سيارات، ثلاثة مهندسي وقاية، خمسة أطباء ومساعدين بيطريين، بالإضافة إلى عشرة سائقين وعشرة عمال.