ضمن مشروع الساحات الجديدة للمسجد الحرام الذي تبناه ورعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله، قرأت قبل مدة في إحدى الصحف خبرا على صفحتها الأولى عن نزع ملكية ثمانية مواقع عقارية لصالح توسعة الساحات الجنوبية للحرم المكي الشريف، وأن مجموع المساحات الإجمالية للعقارات المنزوعة هو ألف وخمسمائة متر مربع، وأن موقعين من مواقع العقارات الثمانية يقعان أمام باب الملك عبد العزيز يرحمه الله. وقد سرني الخبر الجديد لأن الساحات الجنوبية للمسجد الحرام ضيقة جدا في الوقت الحاضر مع كثافة ما يفد إليها دخولا للحرم من المصلين والمعتمرين والحجاج، ولكن التوسعة الجديدة لا تضاهي ما أمر به خادم الحرمين الشريفين من توسعة شاسعة وبديعة للساحات من الناحية الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وما دام أن النية متجهة نحو إيجاد ساحات واسعة للمسجد الحرام ولأن أضيقها واقع في الناحية الجنوبية فيما يلي باب الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله ولوجود شريط عقاري يمتد من أمام هذا الباب ويعتبر فاصلا بين شارعي الهجلة ومسيال الهرساني وكلاهما ضيق ومكتظ بالسكان والعمائر القديمة والحديثة فإن إزالة هذا الشريط حتى موقع جسر المسفلة سوف ينتج عنه نشوء شارع جديد واسع يفتح ساحات الحرم الجنوبية بطريقة رائعة حتى يبدو الحرم عندها ظاهرا من المنطقة القريبة من كدي باتجاه المسجد الحرام فتكون للحرم ساحة جنوبية واسعة تستخدم خلال أوقات الذروة والمواسم لأداء الصلوات الخمس والجمع والأعياد والتراويح والتهجد، كما أن نزع ملكية ذلك الشريط العقاري سوف يساهم في تهذيب الشارع الجنوبي للمسجد الحرام ويساعد في قيام نشاط عقاري استثماري مهذب، يسمح بإنشاء أبراج سكنية وأسواق ومرافق مختلفة تحت الأرض، وفي ذلك كله خدمة جلى للحرم الشريف ولمن يقصده من العباد. وفكرة هذا المشروع قديمة ولكنها لم توضع موضع التنفيذ من قبل، ولعل المشروع الحيوي للساحات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين يعجل في تنفيذ الساحة الجنوبية حسب ما جرى شرحه أو وفق ما تراه جهات الاختصاص ليصبح الحرم مثل الجوهرة الوضاءة وسط ساحات منسقة تحيط به من كل جانب.. وبالله التوفيق.