إن الأشياء السيئة رغم كل شيء هي التي تثقل الحمل وتثري التعلم وتمنحنا سببا للاجتهاد.. إن كانت كل الأشياء والأفعال جيدة لبدت لنا الحياة سهلة ولا تحتاج إلى جهد. ومن السلوكيات الخاطئة في مجتمعنا قيادة المركبة واستخدام الطريق بطريقة سلبية وما ينتج عنها من عواقب وخيمة، وهذا ما يدفعنا على التفكير والجد والاجتهاد للحد من هذه الأشياء السيئة. وهناك شرط بسيط في هذا الصدد، حيث قد لا تكون أنت أو أنا المسؤولين عن ذلك، ولكن هذا لا يعفينا عن المسؤولية، لأنها شاملة، كلا حسب موقعه، وعليه يجب أن نتسم بالحزم والحرص الذي يجنبنا الاستمرار في هذا الوضع المروري الذي أصبح كالكابوس المزعج لكل أفراد الأسرة. إن بذل المال قد يشعرنا مؤقتا بالقوة، ولكن لا نستطيع حل المشكلة جذريا إن لم يكن هناك شعور بالمسؤولية من الجميع. إن مجرد التفكير في أعداد المصابين في الحوادث المرورية يجعلنا نشعر بالهلع من هذا الكابوس المزعج، هذا خلافا عن الخسائر المادية الفادحة التي هي على حساب الموارد الوطنية التي يتم صرفها في رفاهية وخدمة المواطن. إن كل أب وكل أم وكل شخص مشارك في هذا البلاء، وذلك بالسكوت على الأخطاء وعدم توجيه الأبناء وعقاب المخالف حتى يرتدع الجميع، ولنا في سلوك أبناء المجتمع السعودي خير قدوة عند خروجهم خارج حدود الوطن. فهل الأمن من العقوبة أم الاستهتار الذي يحدث في طرقنا داخل حدود الوطن؟ مقدم سلمان بن معيوض الجميعي مرور محافظة جدة